"الشروق" تحصّلت على قرارات إيواء مؤقّتة ل 100عائلة في وقت يؤكّد فيه مسؤولو ولاية الجزائر إعادة إسكان كل منكوبي زلزال21 ماي 2003 اكتشفت الشروق اليومي حوالي 100قرار إيواء لمرحلة مؤقتة داخل شاليهات على مستوى موقع قريشي بالرغاية، مازال أصحابه يعانون الأمرّين منذ أزيد من 6 سنوات في الشاليهات، وهناك عائلات مازال الموت يهدّدها داخل بنايات "حمراء" بقلب العاصمة. خلال التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مسؤووين على قطاع السّكن بالعاصمة بخصوص مباشرة عملية إعادة إسكان نزلاء الشاليهات خلال الأيام القليلة القادمة والأثر الرّجعي الذي انجّر عن انفراد الشروق اليومي في نشرها، فقد ارتأينا الوقوف مرّة أخرى عند أصحاب الشاليهات ببلديات شرق العاصمة والواقع المرّ الذي ظلّ يحيط بهم. وتشير الإحصائيات العامة التي بحوزتنا عن إحصاء ما يقارب 6500 عائلة تقيم حاليا بالشاليهات، بعضهم من منكوبي زلزال 2003، وهو حال سكان الحي الجميل وأحمد رابية بالقبة والإخوة المدني بالمدنية، وبعضهم من ضحايا المشاريع العمومية التي التهمت عددا من سكناتهم على غرار سكان حي سعيد حمدين ببئر مراد رايس، فيما يتواجد البعض في الشاليهات بعد تهديم أكواخهم القصديرية على حافة الوديان، وهو حال سكان من برج الكيفان المتواجدين حاليا بشاليهات حي الباخرة المحطّمة. موقع الشاليهات بحي قريشي بالرغاية واحد من بين 27 موقعا للشاليهات الموزّعة عبر بلديات شرق العاصمة، موقع يأوي حوالي 174 عائلة قدمت من القبة ومحمد بلوزداد وباب الوادي، لكن المفاجأة أننا التقينا هناك بحوالي 100عائلة من منكوبي زلزال 21 ماي 2003 كانوا يقيمون بأقبية عمارات بحي المنظر الجميل بالقبة، وهو حال الحاجة جمّاح زهية التي سلّمتنا رفقة جيرانها قرارات إيواء مؤقتة بشاليهات لمدّة 18شهرا، وهي في حالة صحية جد متدهورة، تقول ابنتها: "أنا موظفة بسطاوالي وأضطر الخروج على الساعة الخامسة صباحا لألتحق بعملي، كما أقوم بالتكفل بوالدتي المريضة داخل هذا الكوخ لمدة 7 سنوات فقدنا فيها طعم الحياة، وفي كل مرة يطمئنونا بجملة انتظروا سيحين موعد رحيلكم" وهناك 10عائلات كانت تقيم بحي 3 شارع الواحات بالقبة تضررت بنايتها خلال الزلزال، ومنذ ذلك الحين وهم يتجرّعون المعاناة داخل شاليهات حي قريشي، تارة تهدّدهم الأوبئة والأمراض الخطيرة، وتارة أخرى الحوادث المميتة الناتجة عن الشرارات الكهربائية والتي خلّفت حرق ما لا يقل عن 17 شالي وجرح عشرات من المنكوبين. وبموقع عميروش بنفس البلدية تتواجد حوالي 200 عائلة تحصّلنا على نسخ من قرارات الإستفادة من الشاليهات لمرحلة مؤقتة، البعض منها من منكوبي الزلزال من بلدية الرويبة والقبة، والبعض الآخر من ضحايا المشاريع العمومية والإنهيارات المفاجئة للعمارات من باب الوادي ومحمد بلوزداد وهناك عائلات من أحياء فوضوية. وبالقبة اشتكت 7 عائلات تقيم بالعمارة 13 شارع محمد رابية، تضررت سكناتها بنسبة كبيرة جدا، ولم تصنّف بنايتهم رغم وجود محضر معاينة موقع من قبل النّائب المكلّف بالعمران ببلدية القبة، يثبت الحالة المتدهورة جدا لتلك البناية، وعند لجوء سكانها للوالي المنتدب ردّ عليهم أن ذلك من اختصاص الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبنايات، وهذه الأخيرة ترفض التحرّك دون إذن من البلدية. مير ينذر عائلات في بنايات مهددة بالإنهيار دون توفيرهم البديل لا يختلف وضع سكان محمد رابية عن 13عائلة تقيم حاليا في البناية رقم 78 بشارع الإخوة مدني بالمدنية في بناية مصنّفة في الخانة الحمراء، ولم تكلّف السّلطات المحلية نفسها لإعادة إيوائهم داخل شاليهات لانتشالهم من سكنات مهددة بالإنهيار في أية لحظة، ونظرا للتصدّعات البليغة التي تعرّضت لها فإن حركة المركّبات والسيارات أضحت تهز البناية بالكامل، ويقول ممثّلون عن هذا الحي: "رئيس البلدية اعترف بالخطورة التي تتواجد عليها تلك البناية لكنه رغم ذلك يحمّلنا مسؤولية انهيار أجزاء من البناية على المارة ومستعملي الطريق". وتحصّلنا على نسخة من اعذار رئيس بلدية بلوزداد محتواه "أنه خلال معاينة بنايتكم من قبل الهيئة التقنية لمراقبة البنايات أثبت أن البناية قديمة جدا ومهددة بالإنهيار، لهذا ألفت انتباهكم إذا ما وقع حادث داخل بنايتكم والطريق العمومي، فإنه تحت مسؤوليتكم، لهذا أدعوكم لوضع حد للوضعية الخطيرة التي تتواجد عليها هذه البناية، وكل مخالفة تضطر البلدية لإتخاذ الإجراءات اللازمة" وأضاف السّكان "رفضنا انتهاج أسلوب الفوضى لأن أملنا في الحصول على السّكن ما يزال قائما ما دمنا منكوبي النّكسات الوطنية". وبكلمة واحدة لأغلب المنكوبين الذين زرناهم هدّدوا بقطع الطريق الوطني والدخول في حركة احتجاجية يباح فيها كل شيء في حالة ما إذا تأخّرت السّلطات عن ترحيلهم ضمن برنامج 10آلاف وحدة سكنية.