أم الدنيا أي أم اسرائيل بالضرورة، تصب لعنتها الفرعونية على الجزائر أمة و''كرة'' وتاريخا بسبب مباراة جعل منها الفراعنة قضية حياة أو موت، و''الريس'' حسني مبارك بشحمه ولحمه وهرمه ينزل إلى معسكر التدريب ليطلع على آخر تطورات الخطة الحربية التي تريد مصر من خلالها اقتناء غشاء بكارة ''كروي'' لاستعادة عذرية منتهكة على بساط ''رقصني ياجدع'' المعولم، والذي حول مصر عبدالناصر إلى ملهى دولي مشرع على أوضاع الانبطاح والتقبيل والتطبيع مع الآخر الذي لا يشترط فيه أن يكون عربيا أو أعرابيا.. تلك هي مصر العظيمة و''العظمة'' التي تصنع الحدث العالمي هاته الأيام، كما يصنع ''مباركها '' الحدث الحربي بعدما تزامن نزوله إلى ميدان تدريب وتربص فريقه مع تعرض حافلة الفريق الجزائري إلى إغارة بالحجارة صادرتها مصر من أطفال الحجارة بفلسطين في حماية لجماعة ''السفارة في العمارة''، لتبيحها لمن أراد قذف الجزائريين سواء كان القذف فضائيا عبر قنوات صرف الأخبار القذرة أو كان مباشرا كما حدث مع واقعة ''الحافلة في المطار'' التي استقبلها المصريون بالبارود بدلا من الورود كما حرض وزأر ''زاهرهم'' رئيس اتحاد كرتهم منذ أيام في إعلان حربي انتقل من الحرب الإعلامية إلى المواجهة والصدام البدني والجسدي.. كان يمكن أن نعتبر الإغارة ''الصعيدية'' على حافلة الفريق الوطني مجرد فعل معزول وفردي بسبب انفلات أمني لم يحدث أو ''يفلت'' مع موكب وزيرة الخارجية الإسرائلية ''ليفني'' حينما كانت الست الهانم ''رايحة جاية'' من المطار إلى قصر العابدين أو قصر ''مبارك''، أثناء الاعتداء على غزة، حيث من قاعة شاي رئاسية بمصر ضغطت ''ليفني'' الحبيبة على زر إطلاق الصواريخ في أجساد غزة وعادت إلى بيتها آمنة من أي حجارة مصرية كانت أو عربية، لأن مصر آمنة لمن دخلها من اليهود، قلت كان يمكن أن نتجاوز حادثة حافلتنا بالمطار. لو أن سلطات مبارك اعترفت بالزلة ووضعتها في موقع الفعل المعزول والفردي، لكن أن تتحول ''مسخرة'' التراخي الأمني المحبب والمقصود والمخطط له، إلى فيلم ''مسخرة'' في حد ذاته وتتهم جهات مصرية ''صايفي'' ورفاقه أو حتى السفير ''حجار'' وربما بوتفليقة ذاته بأنهم هم من حطم زجاج الحافلة من الداخل فتلك قمة العزة بحرق غزة وما وراء غزة، فهذا السيناريو ''البايخ'' لا يحدث إلا في مصر ووحدها مصر ''العظمة'' من هدمت وحطمت ودمرت نفسها من الداخل منذ أمد بعيد لتُحمل غيرها وزر العزلة و ''الخراب'' الذي تعيشه عربيا وعالميا نتيجة طبلة ''رقصني ياجدع'' التي أتقنتها ونالتها عن جدارة و''استرقاق'' لا ينافسها فيه أحد... في سنة 1995 تعرض الرئيس حسني مبارك لمحاولة اغتيال بإثيوبيا، والأمر عادي فرؤساء العالم كلهم معرضون إلى أخطار التآمر والاغتيال بدرجات متفاوتة، لكن مالم يكن عاديا في حادثة مبارك بإثيوبيا، أن فخامة ''الريس'' الذي كاد أن يلقى حتفه وهو في طريقة إلى المطار أو منه، خرج إلى العالم بعد ساعات من الواقعة وراح يروي فيلم ''مصري'' عن فطنته وذكائه ونباهته وكيف استطاع في رمشة عين أن يكتشف المخطط ليأمر السائق بكذا وكذا ولم يبق في حكاية السرد والبطولة تلك إلا مشهد خروج الريس من السيارة وطرح الفاعلين أرضا ووضع ''الكلبشات'' في أيديهم.. فيلم أي والله فيلم رئاسي بطله رئيس مصري تم عرضه في ندوة صحفية بثتها كل قنوات العالم وضحك منها كل العالم، ومن يعيد الشريط يكتشف أن الإخوة في ''مصر'' يعيشون فيلما متواصلا، من فوق إلى التحت، ولذلك فلا غرابة إن أظهرت التحقيقات الأمنية المصرية أن ''صايفي'' وسفير الجزائر بمصر عبدالقادر حجار، هما من سربا الساعة التي نزل فيها الفريق بالمطار وكذا الطريق الذي مرت به الحافلة كما أنهما من قاما باستئجار ''شلة'' من الصعايدة لقذف الحافلة بالحجارة ليقوم بعدها حجار بتحطيم الزجاج من الداخل كما يقوم الوزير ''جيار'' بأسر سائق الحافلة وتهديده.. والنتيجة أن المخابر الأمنية المصرية وبالاستعانة بخبرات الأجهزة الأمنية الإسرائلية، ستربط بين ''الحجارة'' كسلاح وإسم ''حجار'' كسفير للدولة المعادية وتكتشف أن الحجارة من حجار وأن المصريين شعب عظيم ومضياف، وأننا نحن الجزائرين هم المتآمرون وأصحاب أفلام ''السبعة''.. و''حبيتك من أول نظرة''..''وأطلبي القمر أجيبهولك''.. وهلم جر من خزعبالات ''انا البرادعي يا رشدي''.. فرجاء أيها السادة دعونا نلعب المباراة ونعود إلى ديارنا فالخضر وأنصار الخضر لا خطر على إسرائيل منهم فهم سيعودون من حيث جاءوا ولن يولوا وجهتهم باتجاه معبر ''رفح'' لفك الحصار عن أطفال غزة، فقد دخلنا مصر لاعبين غير محاربين ولا مقاتلين.. فاللهم انصر الخضر لأجل غزة ولأجل غزة فقط.. نكتة مصرية خالصة مرة واحد صعيدى سافر مصر سرقوا منه المحفظة، بلّغ عنها، فقال له الضابط حاضر حجيبها لك من تحت الأرض، طلع الصعيدى بره، وجد الناس يحفرون لخط المترو فقال لهم ''الهمة يارجالة هى سودة وفيها سلسلة''.