سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قال إن السكوت الجزائري على الغوغاء كان أفضل رد:أويحيى يحيل مصر على محكمة التاريخ الوزير الأول خاطب الجزائريين بالقول أنتم أبناء شعب عظيم وبلد عظيم ليس بالشعارات والكلام فقط
قال الوزير الأول أحمد أويحيى ردا على الحملة الشعواء التي شنتها مصر على الجزائر بعد مباراة كرة القدم التي جمعت فريقي البلدين في 18 من الشهر الماضي ''إن التاريخ سيكتب وسيبقى شاهدا على من خرج كبيرا من هذه العاصفة ومن خرج مطأطئ الرأس''.وعبر أويحيى لأول مرة عن الموقف الجزائري بصفة رسمية فيما يخص هذه الحملة، مستنكرا الهجوم العنيف الذي شنته وسائل إعلامية مصرية ضد رموز الجزائر وطالت حتى شهداءها. وفضل أويحيى تحاشي الرد على ''الحماقات'' المصرية بأسلوب الرسميين المصريين نفسه الذين لم يمنعهم واجب التحفظ من كيل عبارات السب والشتم لكل ما هو جزائري في سابقة خرجت عن جميع الأعراف الدبلوماسية القائمة عادة بين الدول حتى في أيام الحرب. وأكد خلال ندوة صحفية عقدها بجنان الميثاق، أمس الأول بمناسبة انتهاء أشغال اجتماع ''الثلاثية'' الذي جمع الحكومة بالنقابة المركزية وأرباب العمل الخواص، أن ''عظمة وقيمة الشعب الجزائري وعظمة وحكمة السلطة الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية هو الذي جعلها لا ترد على تلك التصريحات''، مشيرا إلى أن السكوت الذي التزمته الجزائر منذ حادثة الاعتداء على حافلة الفريق الوطني بالقاهرة في 14 من الشهر الماضي ''ليس منبثقا من أي إحراج أو أي حساب كان'' بقدر ما كان احتراما لمستوى ومكانة الجزائر. وقال في هذا الصدد ''لا الشتم ولا الغوغاء تقلصان من قيمة الشعب الجزائري وعظمته وقيمة الدولة الجزائرية''، ليضيف أن ''للجزائر مكانة ومستوى عليها أن تحافظ عليهما، وعدم الرد على بعض التصريحات التي لا منطق لها كان أقوى رد عليها''. ولم يفوّت الوزير الأول المناسبة للرد على وصف نجل الرئيس المصري علاء مبارك من دون ذكره بالاسم، الجزائريين بالإرهاب، ''إن وصف الجزائر ببلد العنف والشعب الجزائري بالإرهاب أمر لا يشرف أصحابه عندما واجهنا الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي فعلنا ذلك بمفردنا، بينما بقي الجميع يتفرج علينا، وقد انتصرنا عليه بعظمة شعبنا وليس بالغوغاء وكيل الشتائم للغير''. وأشار أيحيى إلى أن الأزمة التي نشأت بين البلدين تستدعي منا بعض التوضيحات ''نحن شعب عظيم وبلد عظيم، ليس بالشعارات فقط. لقد ضحت الجزائر بالغالي من أجل استقلالها حيث دفعت مليونا ونصف المليون من الشهداء ضريبة لذلك، وليس ذلك اكتشافا بالنسبة إلينا ولا بالنسبة إلى العالم لأن الجميع يعي هذا الأمر. أما ما بذلناه في سبيل الأشقاء فلم يكن قط مصطنعا وإنما هو نابع من تضحياتنا ومبادئ دولتنا''. وتابع أويحيى، وهو يرد على الأسئلة التي تهاطلت عليه بخصوص القضية التي لا تزال تثير جدلا في الجزائر ''المبادئ التي صنعت كبرياءنا وشموخنا منذ عهد الاستعمار لا تزال هي سمتنا، وكل الناس يشهدون بذلك''. وبخصوص الرد على هجوم بعض القنوات المصرية التي مست رموز وهوية الجزائر، قال أويحيى ''عدم الرد على تصريحات البعض غير المنطقية كان أقوى من الرد عليها''، وأضاف ''لقد ربحنا المباراة بفضل الله أولا ثم بفضل لاعبينا''. كما حيّا أويحيى وسائل الإعلام الوطنية في تعاطيها مع الموقف، مشيرا إلى أنها أثبتت وطنيتها، مضيفا بهذا الخصوص ''الجزائريون أثبتوا قدرتهم وبراعتهم وحتى تفوقهم إعلاميا في مجال استخدام تقنيات الإنترنت والكمبيوتر الحديثة''. فيما وجه المتحدث خطابه إلى الإعلاميين بالقول ''إعلامنا أثبت وطنيته، إننا لسنا بحاجة إلى ممارسة الشطرنج أو لعب البينغ بونغ لنثبت وطنيتنا''، داعيا إياهم إلى ''الانصراف إلى شؤون الجزائر والاهتمام بكبريات القضايا وترك سفاسفها للتافهين'' في إشارة إلى تجاوز ''مسلسل'' السخافات المصرية تماشيا مع موقف الحكومة التي تعمدت عدم الرد آليا كلما صدر موقف من القاهرة.