وزير أنفلونزا الخنازير، يقف أمام أعضاء مجلس الأمة بلا قناع واق من الأنفلونزا ولا من الحياء الجبري الذي تساوى فيه الرقم عشرة مع الرقم 16 و الرقم 12 جثة، وخطب في ''غاشي'' مجلس بن صالح بأن الحال على مايرام وأن جزائر اليوم أكبر من الخنازير سواء جاءت انفلونزاها من أمريكا أو من ''العريانة مصر''، والنتيجة بالأرقام الصحية أن بركات الصحة الذي نال عن جدارة علامة صفر في أول اختبار ''خنزيري'' حول عدد الضحايا، قد بشّرنا بأن بلد المليون الشهيد أصبحت بلد الخمس مئة مليون قناع، فبالإضافة إلى الأقنعة المخزنة التي جلبها في صيف فارط والتي حددها الوزير ب 200 مليون قناع. ها هو المدد يأتي تباعا وها هو بلد الأربعين مليون نسمة تستحوذ فيه وزارة صحتها على سوق الأقنعة العالمية، بعدما أعلمنا معالي الوزير ''القانع'' والمقنع أن 300 مليون قناع في طريقها إلى أنوفنا والسؤال الكامن وراء صفقة ال500 مليون قناع الأنفية والتي يمكنها أن تغطي أنف إفريقيا كلها، ترى ما حاجتنا للقاح مادام كل جزائري من الأربعين مليون يمكن أن يفتح بحصته من الأقنعة المقتناة دكانا لتصدير ذات الأقنعة؟ بركات الصحة الذي كان بركات فلاحة بائرة، فيه علة ولعنة ما، فأي قطاع ''يستوزروه'' فيه، تطاله نكسة و''لعنة'' تأكل أخضره ويابسه، فالرجل حينما كان في الفلاحة غزى قطاعه جراد لم يأكل محصول الأرض فقط ولكنه التهم ميزانية الوزارة التي دخلت في حرب كمياوية ضد حجافل جاءتنا من كل حدب وصوب. ورغم أن بركات استعان بالطائرات ''النفاثة''، إلا أن النتيجة موجودة على مستوى أروقة العدالة ولازال القضاء لم يفصل بعد في الملايير التي نهبت على إبادة ''جراد'' لم تقتله الطائرات، ولكن أفناه ''الجائعون'' في تمنرست وتندوف وبالمناطق الصحرواية بعدما حولوه إلى أطباق ''كاوكاو'' يتناول مع كؤوس الشاي في سهرات سمر، لتأتي مديريات الفلاحة و''تفوتر'' ماتم قضمه بأسنان الجياع على أنه نوع من أنواع المقاومة الشعبية التي استهلكت ملايير من خزينة وزارة الصحة، فالطائرات الفلاحية التي كانت ترش الجراد في ذاك الزمن بمواد قيل إنها قاتلة وفعالة، ظهر بأنها كانت ''تسمن'' الجراد وأنه لولا ''المقاومة'' الشعبية باستعمال ''القضم'' لوصلت أسراب الجراد إلى المرادية وإلى مائدة بركات ذاته حتى يستطعم مذاق هؤلاء الغزاة وينال منهم غرضه..المعركة تتكرر وتاريخ ''بركات'' يعيد نفسه والحال هو الحال، وما حدث مع جراد الفلاحة يجري مع ''خنازير'' الصحة، فالأرقام نفسها والخطب تمضغ ذات الحروف من ذات المخارج والنتيجة أن ''الخنازير'' التي استهلكت محاربتها في الأسبوع الأول من المواجهة أكثر من 20 مليون جرعة هي قيد الوصول، بالإضافة إلى 500 مليون قناع سيتم استلامها تباعا، لم يبق لها ما تفعله فقد قضت وطرها من الخزينة الصحية ومن الأمة. وليس أمامنا في مواجهة هذا الكرب إلا ''النواح'' بدلا من اللقاح وأحسن مخرج لنا أن نعلن الاستسلام بلا قيد ولا شرط.. ففاتورة الحرب تحت وصاية الجنرال ''بركات'' في أول اشتباك كشفت أن مخزون البلاد النفطي كله لن يكفينا في هذه المواجهة الخنزيرية العقيمة.. نهاية الأمر، حرب الخنازير ليست كحرب الجراد وإذا كان بركات الصحة قد وجد السند الشعبي في مواجهته للجراد حينما كان وزيرا للفلاحة بمبرر أنه لا توجد فتوى شرعية تحرم أكل الجراد، فإن الأمر مختلف مع الخنازير، فحكم أكلها ''واضح'' ومحرم شرعا، لذلك فإن ''بركات'' وحده في المواجهة وإما أن ''تأكله'' أو ''يأكلها'' بطريقة ما، رغم أن ظاهر الأمور التي بدأت من اختلاس ''جثتين'' لضحيتين بين خطاب الوزير في عنابة وبين دخوله إلى الوزارة في حادثة ''12 تعني ,''10 قد كشفت بأن البلد يعيش كارثة حقيقية ليست بسبب خطر الأنفلونزا، ولكن بسبب الوزير ذاته فمن تكون تلكم بدايته في أول أشتباك علني، لا يرتجى منه أن يحمي حدود البلاد ولا صحة العباد والأولى له والأضمن لنا أن يلزم بيته بدلا من أن يتخصص في إحداث أزمة عالمية في اقتصاد ''الأقنعة'' بعدما استحوذت وزاراته في ظرف أيام على مخزون ''القناع'' العالمي.. فرجاء معالي الوزير ضع ''قناعا'' واصمت، فإن ''الخنازير'' يمكنها أن تستزف وتثور وتصعد المواجهة معنا إذا ما أثرناها بحكاية ''القناع'' أو القماش الأحمر كحالة لعبة هيجان الثيران، فقد تحول الأمر إلى نكتة ''قاتلة'' بسبب ''انفلونزا'' الكلام الرسمي الذي لم يعد يسمن من جوع ولا يأمن من ''خوف'' خنزيري.. نكتة خنزيرية ''قاتلة'' من أعراض انفلونزا الخنازير -1رؤية ''بركات'' في المنام وفي الندوات الصحفية -2 الحنين والرغبة في مصاحبة ومصافحة الخنازير -3 التبول اللاإرداي حين رؤية ''الأقنعة'' وأخيرا.. الابتلاء برؤية القنوات المصرية ''المخنزرة'' فرعونيا...