سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وثائق سرية خاصة بملف رهبان تيبحرين تكشف:تنسيق أمني .وثيق وحذر بين الجزائر وفرنسا في التسعينيات الجنرال العماري اشترط أن يكون دي.أس.تي القناة الوحيدة للاتصال مع الفرنسيينر
أفادت وكالة ''فرانس براس'' أمس بأن القضاء الفرنسي رفع السرية عن 68 وثيقة كانت تصنف ضمن وثائق ''أسرار الدفاع'' تخص قضية اغتيال الرهبان السبعة بتيبحرين من قبل الجماعة المسلحة ''الجيا''. وقد كشفت الوثائق التي اطلعت عليها الوكالة عن تنسيق أمني ''وثيق وحذر في الوقت نفسه'' بين الجزائر وفرنسا سنة .1996 وقد جاء في الوثائق الفرنسية أن جهاز الاستخبارات الفرنسي لمكافحة التجسس ''دي.أس.تي'' كان يقيم علاقات وثيقة مع نظيره الجزائري عند وقوع الحادثة، لكن باريس كانت تبدي حذرا تجاه الجزائر. وقد رفع القضاء الفرنسي السرية عن 68 وثيقة كانت تصنفها أجهزة الاستخبارات الفرنسية الخارجية ومديرية الاستخبارات العسكرية ضمن ''إسرار الدفاع'' بناء على طلب قضاة مكافحة الإرهاب المكلفين بالتحقيق في خطف واغتيال رهبان تيبحيرين السبعة. وتفيد هذه الوثائق، التي اطلعت عليها ''رانس برس'' الخميس الماضي، بوجود اتصالات وثيقة بين ''دي.أس.تي'' الفرنسي ونظيرته الجزائرية ''دي.سي.إيه'' (مديرية مكافحة التجسس) بقيادة اللواء إسماعيل العماري. وفي مذكرة بتاريخ الثامن أفريل، كتب الجنرال فيليب روندو الذي كان يعمل حينها في ''دي.أس.تي'' محضرا حول زيارة قام بها للجزائر واستغرقت يومين. واعتبر الجنرال أنه ''إذا كان تعاون الجهاز الجزائري يبدو مكسبا شرط البقاء في الإطار الذي حددته الجزائر لا بد من الاعتراف بأن مصدرنا الوحيد العملياتي على الأرض يبقى هذا الجهاز''. وأكد روندو أن اللواء العماري اشترط أن يكون ''دي.أس.تي'' ''القناة الوحيدة'' لإدارة ذلك التعاون مع الجزائر، وخلص إلى القول ''فلنبق حذرين في تحليلاتنا ومتيقظين حيال ما يقدمه إلينا الجهاز الجزائري''. وعادت القضية إلى الواجهة بعد إعادة تحريكها من قبل جهات فرنسية، وهي القضية التي قال عنها وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، إنها تشبه قصص مسرح الكابوكي الياباني. ويتوقع المراقبون أن تعرف هذه القضية الشائكة مجددا موجة من الجدل، بالنظر إلى حساسيتها سواء بالنسبة إلى السلطات في باريس أو العلاقات الجزائرية الفرنسية، خاصة أن العديد من المسؤولين السياسيين والأمنيين الفرنسيين كانوا قد انتقدوا الطريقة التي تتم بها إثارة هذا الملف والأهداف الخفية التي تدفع إلى إعادة تحريك أطروحة التشكيك في جرائم الإرهاب في الجزائر. وقد تم خطف الرهبان السبعة ليلة 26 و27 مارس 1996 من ديرهم المعزول في جبال الأطلس قرب المدية من قبل الجماعة المسلحة ''الجيا'' المعروفة بدمويتها في تلك الفترة والتي تبنت عملية الخطف والاغتيال بقيادة جمال زيتوني.