كشفت وثائق فرنسية رفع عنها طابع السرّية ، من قبل العدالة الفرنسية، في إطار التحقيق في قضية اغتيال الرهبان السبع لتبحيرين، عن اتصالات حثيثة بين وزارتي الدفاع الجزائرية ونظيرتها الفرنسية، بشأن عملية اختطاف الرهبان السبع، من قبل الجماعة الإسلامية المسلحة شهر مارس 1996، وأكدت الوثائق التي رفع عنها طابع السرّية بطلب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد تصريح من الجنرال الملحق العسكري السابق بالسفارة الفرنسية بالجزائر بوشوالتر، جاء فيه أن الجيش الجزائري هو من تسبب في قتل الرهبان عن طريق الخطإ من أعلى طائرة مروحية، وهي القضية التي أسالت الكثير من الحبر، كونها تزامنت وإصدار تعليمات في إطار قانون المالية، جاء فيها إضرار للاقتصاد الفرنسي، خاصة وأن إعادة فتحها جاء متأخرا بأكثر من 12 سنة. ونقلت مراسلة من الجنرال فيليب روندو، مدير المديرية العامة للأمن الخارجي آنذاك، أو ما يعرف بالمخابرات الفرنسية، بناء على معلومات تلقاها من نظيره الجزائري الجنرال المرحوم إسماعيل العماري، الذي كان يشغل منصب مدير مكافحة التجسس خلال الفترة التي تم اغتيال الرهبان سنة 1996، أنه تم تحديد مكان تواجد الرهبان السبع بمنطقة البليدة، وأشارت الوثيقة التي تعد من بين 68 وثيقة تم رفع السر العسكري عنها، من قبل مصلحة الاستعلامات الخارجية الفرنسية، ومديرية الاستخبارات العسكرية، علاوة على عشرات الوثائق من المخابرات الفرنسية، منذ شهر نوفمبر 2009 بطلب من قاضي مكافحة الإرهاب، المكلف بملف اغتيال الرهبان، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، إلى وجود اتصالات محدودة وحذرة بين الجانبين الفرنسي والجزائري، وذكرت الوثيقة المؤرخة في 8 أفريل الموجهة لمديرية المخابرات الفرنسية، بناء على ملخص قدمه الجنرال فيليب روندو، حول تنقله طيلة يومين في الجزائر العاصمة، أن نجاح تعاون مديرية مكافحة التجسس في الإطار المحدد لها من قبل الجزائر، يكمن في الإبقاء على المصدر العملياتي الوحيد في الميدان، الممثل في المخابرات الفرنسية، مضيفا أن الجنرال العماري اشترط أن تكون المخابرات الفرنسية القناة الوحيدة لتسيير العملية بالعاصمة الجزائرية، مؤكدا على ضرورة الحذر من التحليلات والتقارير التي تقدمها مديرية مكافحة التجسس، وعلى صعيد ذي صلة، نقلت إذاعة فرانس انتير الفرنسية مساء الخميس، أن فيليب روندو تلقى برقية مشفرة من نظيره المرحوم العماري بتاريخ 21 ماي 1996، يؤكد فيها تحديد مكان تواجد رهبان تيبحيرين بمنطقة تلاسا بالبليدة، بناء على تصريحات من تائب، وأنهم بين يدي الكتيبة الخضراء النشطة تحت لواء الجماعة الإسلامية المسلحة، تحت إمرة جمال زيتوني، وقد رد فيليب برسالة أخرى - حسب القناة- حول ما سيفعله العماري بهذه المعلومة، لكنه لم يتلق ردا.