استفيد من مصدر أمني أن تحقيقا باشرته الشرطة القضائية التابعة لأمن دائرة تنس بالشلف، لاستجلاء أسباب وقوع حادثة غرق الباخرة الطوغولية وتحديد المسؤوليات تطبيقا لتعليمات مركزية، تضمنت الوقوف الميداني على الكارثة التي عرفتها الجهة الساحلية لولاية الشلف على خلفية فقدان ستة أشخاص من جنسيات سورية وهندية ومصرية ولبنانية، حيث يجري البحث عنهم بعد مرور أربعة أيام على جنوح الباخرة التجارية كريم جنيور في الجهة الغربية قبالة الميناء التجاري بتنس، في وقت تم انتشال جثتين لشخصين من جنسيتين لبنانية وسورية وإنقاذ رعية مصري في العقد الرابع من العمر لا يزال يخضع لعلاج طبي مركز على مستوى مستشفى تنس. علما أن الباخرة الجانحة كانت خالية لحظة غرقها على الساعة السادسة إلا ربع من يوم الثلاثاء الفائت. وتفيد مصادر تشتغل على ملف السفينة الغارقة أن التحقيق الأمني سيشمل ظروف غرقها ومعايير قيامها بنشاط جمع الخردة الحديدية وتصديرها إلى بلدان أوروبية على متن باخرة عمرها 30 سنة ومدى التزام طاقمها بقوانين الملاحة الجوية. من زاوية أخرى، يعمل طاقم اختصاصي يتألف من 12 غواصا عن الحماية المدنية والقوات البحرية بدعم من وحدات خفر السواحل بتنس مدعومة أيضا بطوافة جوية اسبانية على مواصلة عملية البحث في أعماق المياه الإقلمية لساحل الشلف من أجل إيجاد المفقودين الستة، على الرغم من الظروف الجوية السيئة التي تطبع مناخ الجهة، حيث امتدت عملية البحث إلى غاية منطقة الداموس بسبب قوة العواصف التي تميز ساحل الولاية هذه الايام، وقد رجحت القوات البحرية فرضية تسبب الأمواج العاتية في جر المفقودين الستة إلى الجهة الشرقية لذات الساحل الذي يشكل نسبة 10 بالمائة من الشريط الساحلي الوطني، ولوحظ حضور قادة كبار من القوات البحرية وتعزيز مسرح الحادثة بوحدات إضافية تابعة للوحدة المركزية للحماية المدنية التي سخرت كامل عتادها من غواصات وعناصر مختصة في الغوص داخل أعماق البحار من أجل تحديد مكان تواجد المفقودين السوريين واللبنانين والهنديين. على هذا النحو، علم أنه تم الاستنجاد برافعة حديدية تابعة للقوات البحرية تعمل منذ صباح امس في مكان وقوع الحادثة قصد إزالة الركام الذي خلّفته الباخرة الجانحة على علو 8 أمتار بالقرب من الميناء التجاري بتنس.