تمكنت مصالح الأمن المشتركة خلال ال11 شهرا الماضي، من القضاء على 288 إرهابيا بينهم 12 أميرا من قدماء تنظيم ما كان يسمى الجماعة المسلحة ''الجيا''، في حين أوقفت خلال نفس الفترة 400 شخص من المبحوث عنهم لدى المصالح الأمنية، منهم إرهابيون ينشطون في خلايا الدعم والإسناد، فيما سلم 35 إرهابيا آخرون أنفسهم لقوات الأمن المشتركة، ويأتي على رأس قائمة هؤلاء أميران وعناصر كانت في قائمة الانتحاريين إضافة إلى مقربين من أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال عبد المالك دروكدال والمدعو أبو مصعب عبد الودود. وسجلت العمليات تلك بحسب الإحصائيات المتوفرة في ولايات بومرداس، تيبازة، عين الدفلى، تيسمسيلت والبليدة إلى جانب البيض، الجلفة، تيزي وزو، البويرة وكذا جيجل، باتنة، سكيكدة، قسنطينة وتبسة، خنشلة وسيدي بلعباس. وتشير الإحصائيات إلى أن نجاح مصالح الأمن في عملياتها تلك يعود بدرجة كبيرة إلى تعاون بعض الإرهابيين الموقوفين أو ممن سلموا أنفسهم مع مصالح الأمن، حيث أدلى هؤلاء بمعلومات هامة أسهمت بشكل فعال في إنجاح عمليات مكافحة الإرهاب في ولايات كثيرة، حيث تنشط بقايا المجموعات الإرهابية. وتظهر الإحصائيات المذكورة، تمكن مصالح الأمن في فترة 11 شهرا فقط من القضاء على سرايا خطيرة وقفت طويلا وراء العمليات الانتحارية، كما كان لها اليد الطولى في تجنيد عناصر إرهابية جديدة في صفوف التنظيم، وكذا دورها في عمليات الاختطافات على شاكلة سريتا بوناب وزموري. وكان القضاء على توفيق غازي، المدعو طاهر، أمير كتيبة طارق بن زياد وقائد الحرس الخاص لدروكدال، دليل برأي متابعي الشأن الأمني في الجزائر، على تحول قوات الجيش إلى إستراتيجية هجومية في عقر دار إمارة أبو مصعب عبد الودود المتهاوية، ومن بين أنجح العمليات المسجلة القضاء على أربعة أمراء خطيرين وهم من الرعيل الأول للإرهابيين منذ بداية التسعينيات، أي أقدم الإرهابيين الناشطين في الجبال وهم توفيق غازي، المدعو طاهر، حسين هجرس، المدعو بشاغا وأمير سرية زموري، بلال النذير أبو عدنان، (مراد.ل)، المدعو نوح أبو قتادة السلفي، وهو مسؤول التنسيق في التنظيم الإرهابي والسائق الشخصي لأمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وتعكس الإحصائيات الأمنية خلال الفترة المذكورة، إلى تحول مصالح الأمن من إستراتيجية تقليدية في مكافحة الإرهاب إلى اعتماد استراتيجيات هجومية مبنية على المعلومات الدقيقة والخطط الميدانية في الجبال وإعادة انتشار لقوات الأمن المشتركة خارج التجمعات السكنية، حيث تنشط المجموعات الإرهابية، ما أدى إلى تجويعها وإحباط محاولات تفجير انتحارية عديدة فضلا عن الحصار المفروض على العناصر الإرهابية.