اختتمت الجمعية العامة لشركة ''اتصالات الجزائر''، المنظمة برئاسة وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حميد بصالح، بالمصادقة على حصيلة نشاطات 2008 التي من بينها منح علاوة قدرها30 ألف دينار ل 25 ألف عامل على مستوى شركة ''اتصالات الجزائر'' وهي إشارة ''جيدة'' على أن المتعامل التاريخي في صحة مالية جيدة.وقد أجمع أعضاء الجمعية العامة على أن ''اتصالات الجزائر'' في صحة جيدة، تؤشر للتطورات الإيجابية منذ مجيء الرئيس المدير العام موسى بن حمادي، رغم أنه وجد المجمع في وضعيات كارثية نتيجة تراكمات التسيير السيئ للمديرين السابقين الذين يوجد بعضهم في السجن بعد أن أدانتهم الجهات القضائية المختصة بتهم تتعلق في الأساس بسوء التسيير. وبتعبير آخر، يمكن القول إن النتائج المسجلة في 2008 كانت ''جد إيجابية''، حسب تقييم الجمعية العامة وبالإجماع. وعلى هذا الأساس، تم الاتفاق على منح علاوة مالية قدرها 30 ألف دينار ل 25 ألف عامل كمكافأة على مثابرتهم في ''تعديل'' وضع الشركة وبذل مجهودات إضافية، ترجمت في الرفع من ساعات العمل طيلة سنة 2008 . ويبدو أن ''إستراتيجية الإقلاع'' التي أعدها الرئيس المدير العام ''الجديد'' من أجل إنقاذ المجمّع التاريخي من الإفلاس قد أتت بثمارها، بالرغم من أن بن حمادي وجد الشركة في ''وضع لا تُحسد عليه''، حيث بلغت مستحقات الشركة لدى الزبائن الخواص والشركات قرابة 9 آلاف وثلاثة مئة مليار، تمثل ''جزءا'' من فاتورة التسيير السيئ لمرحلة ما قبل موسى بن حمادي. مصارحة الرأي العام بالوضع المتردي أول ما قام به المسؤول الأول المعين مباشرة بعد إقالة مديرين وحبس آخر، هو تنظيم اجتماعات ماراطونية مع مختلف إطاراته على المستوى الوطني طلب خلالها من الجميع التجند لإنقاذ ''اتصالات الجزائر'' وإخراجها من عنق الزجاجة، وظل بن حمادي يدعو العاملين في مختلف المستويات والمسؤوليات إلى وجوب الاشتراك في خطة إنقاذ المجمّع التاريخي وإعطائه نفسا جديدا، حيث أشرف المسؤول الجديد على عدة ''جلسات تقويم''، كان بعضها يستمر حتى ساعات الفجر الأولى، توجت في النهاية بإعداد وثيقة تقويم الشركة شاركت فيه المديريات الجهوية. ولم يخف المدير الأسبق لمركز ''السيريست'' منذ تنصيبه على رأس ''اتصالات الجزائر'' الحديث علنا عن تدهور الحالة المالية لشركته على عكس سالفيه الذين عودوا الرأي العام في الداخل والخارج على تصريحات جاهزة من طراز ''كل شيء على مايرام''، حيث كان بن حمادي دائما يرد على أسئلة متعلقة بفتح رأسمال ''اتصالات الجزائر'' بأن الشركة لا بد أن تذهب إلى هذا الخيار من ''موقع قوة'' و''ليس ضعفا''، على عكس المديرين السابقين الذين كانوا يعيدون تصريحات الوزير السابق للبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بوجمعة هيشور الذي كان يعد في كل مرة ب''اقتراب عملية فتح رأس المال''. يرى موسى بن حمادي أنه لا يمكن خوض المعركة ''المصيرية'' وتحقيق الأهداف التي سطرها المجمّع التاريخي المتمثلة في خدمات نوعية في مجالات الأنشطة ذات الجودة العالية والخدمات ذات القيمة المضافة، سوى جعل الموارد البشرية أهم ''رأسمال للشركة'' يجب استغلاله بشكل أفضل، وعدم اعتباره ''عبئا ماليا يستهلك الرواتب والمنح والعلاوات فقط''، وظل بن حمادي يدعو عماله إلى المثابرة لتحقيق أهداف الشركة، خاصة منها ما تعلق بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، كما أن المسؤول الجديد استهلك وقتا غير قصير لإشراك عماله بوجوب المساهمة برفع التحدي الذي يجب القيام به تنفيذا للإستراتيجية التي سطرتها السلطات العليا للبلاد، في مجال الارتقاء بقطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال. إستراتيجية ضخمة... طاقات في المستوى وقد أدرك بن حمادي، منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها إدارة المجمّع العمومي أنه ينبغي تحديد التحديات القائمة بشكل دقيق، حتى يتسنى مواجهتها وتسخير الإمكانيات البشرية والمادية الملائمة لإنجاح هكذا إستراتيجية ضخمة، حيث يحتفظ العمال بقول مسؤولهم ''الجديد'' في أكثر من مناسبة: ''لا بد أن نتسلَّح بكل الوسائل التي تجعلنا على أتم الاستعداد لتنفيذ الإستراتيجية التي أعدت من طرف مسؤولي الشركة، وأن نحسّنها دوما بالتعزيز النوعي لمواردنا، والأداء الجيد لفروعنا، والتجنيد المكثف لشبكاتنا ذات التدفق العالي، ووضع منتجات جديدة تنافسية في السوق، والتحكم الكبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال وتعميمها في مختلف مجالات النشاط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي''. دعا بن حمادي إلى الالتزام بتطوير ''اتصالات الجزائر'' عبر الانضباط في العمل، بذل جهد أكبر في التكوين، تغيير الذهنيات البالية. وطالب بتنمية الموارد البشرية عن طريق تحصيل المعارف العلمية في مجال اهتمامات الشركة، وزيادة كفاءاتها فيما يستجد من تكنولوجيات الإعلام والاتصال حتى يتمكن المجمّع التاريخي من مسايرة التجديد المعرفي المتنامي والتحولات التكنولوجية المتسارعة.. كما عمل الرئيس المدير العام الجديد على تحسين أداء الأعمال التجارية والمالية والتنمية، وهي المعالم التي تسمح الشروع في عملية تحويل ''اتصالات الجزائر'' إلى شركة حديثة ومبتكرة وفعالة في دمج المنتجات والخدمات ذات القيمة المضافة العالية وتحسين أداءاتها، والاهتمام أكثر فأكثر بالخدمات ذات القيمة المضافة لكي تضمن تواصلها، حيث لا يجب أن تبقى ''متعاملا في الهاتف الثابت فقط''، بل يتوجب نشر الشبكة وتطوير خدماتها إلى مستويات تنافسية ولعل الإضافة الأكثر أهمية التي عرفتها الشركة مع السيد بن حمادي هو تدخلاته أكثر من مرة على أعلى مستوى في الدولة لمساعدة الشركة لأن هذه العمليات تحتاج إلى أموال كبيرة وتجند كبير للقدرات، سيما وأن رقم أعمال ''اتصالات الجزائر'' كان يعتمد على ''أموال الهاتف''، دونما تثمين لمواردها وإمكانياتها الأخرى. العارفون بالوضع الجديد لشركة ''اتصالات الجزائر'' بعد تعافيها يؤكدون أن الوصفة التي اعتمدها موسى بن حمادي يتمثل أساس نجاحها في اهتمامه الشخصي بتنمية الموارد البشرية عبر دورات متخصصة في المناجمنت وتأهيل القيادات، مما وفر للمجمع قاعدة إطارات تكفل له التفاعل مع الإستراتيجية الجديدة التي حددتها السلطات العمومية بهدف تحويل ''اتصالات الجزائر'' من شركة اتصالات.. إلى شبكة معلومات ومجمّع مختص في تكنولوجيات الإعلام والاتصال ذي معايير دولية.