ساعد غياب فضاء متخصص في استقبال وإيواء نساء في خطر ببسكرة من تأزم وجه عروس الزيبان بعدما تحولت بعض الزوايا بالقرب من دار الثقافة أحمد رضا حوحو وجوار مقر الشرطة والبريد المركزي ببسكرة كأماكن آمنة لمبيت المتشردات منهن 4 قادمات من العاصمة وقسنطينةوباتنة ومن ضواحي بسكرة منذ أشهر بما في ذلك اللواتي لا تزلن في عالم المجهول بين شقاء الحياة والبحث عن الذات. عبدو ورغم أن عدد المتشردات يبقى نسبيا إلى حد ما، في ظل غياب ملجأ خاص بهن يأوهين ويقيهن برودة الطقس وأي تحرشات جنسية ومضايقات بما في ذلك أبنائهن، وقد سارع مكتب الأمانة الولائية للهلال الأحمر الجزائري مؤخرا لإسعاف هاته الشريحة من المجتمع بتوفير لهن وجبات عشاء ساخنة حتى تتمكن من تخطي آلام الوحدة والحقرة. وبالنظر إلى تفاقم هذه الصورة الماسأوية بعاصمة الزيبان اقتربت البلاد من واحدة من بين هؤلاء المنحدرات من ولاية عاصمة الشرق، حيث هرولت هذه الأخيرة منذ الوهلة الأولى دون إخفاء يأسها وبأسها وحياتها المريرة في خضم هذا الواقع المأساوي والحزين منذ الساعات الأولى لحلولها ببسكرة، متحدثة بكل عفوية مع بعض الخوف والهستيريا قائلة إنني أعيش في العراء منذ أسبوعين ولولا تدخل أحد الخيرين بمنحه لي - زاروة- لكنت قدمت بالبرد والجوع، ولولا تدخل الأمن لحمايتي لكنت ضحية اغتصاب من قبل شباب لا يعرف سوى المساومة الجنسية نظير جسدي، مستطردة في سرد مستور حياتها قائلة لقد هربت من قسنطينة نحو الجزائر العاصمة بسبب قساوة زوجة أبي وعشت هناك لنحو شهر، وها أنا ببسكرة منذ أسبوعين وليس لي أي وثيقة بحوزتي، لتكشف من جهة أخرى واقع إحدى زميلاتها المتشردات القادمة من باتنة ممن حملت منذ أشهر بطريقة غير شرعية على أنها وجدت نفسها تحت رحمة العراء والمساومات بعد فقدان والديها في حادث مرور بولاية عنابة، لتواصل عرض خبايا هاته المتشردات من باب التضامن معهن موضحة أن المرأة الثالثة التي حالفها الحظ أن تبقى مفترشة العراء بالقرب من دار الثقافة منذ سنوات مع ابنها هي من العربان وقصتها حزينة جدا مثل تلك القادمة من العاصمة التي هبلت الغاشي، بهذه البلدة بعد أن وجدت نفسها في نفس الوضعية بعد أن وضعت حملا في ظروف غامضة وتعرضت لحادث وهي اليوم في تجوال من حانوت لآخر طلبا للمال من أجل العيش وسط تحرشات جنسية ومضايقات لا تعد ولا تحصى. تجدر الإشارة أن ولاية بسكرة وباعتبارها محور عبور من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب نحو الشرق، فإنها تشهد على مدار العام رحلات مشبوهة للعازبات والمتشردات وبائعات الهوى جاعلات من الفنادق الشعبية كأماكن راحة وقضاء حاجات قبل الرحيل إلى وجهات أخرى غير معلومة وهو السبب الذي جعل مشكل التشرد والتسول بشكل لافت للانتباه في ظل غياب فضاءات متخصصة لإسعاف بعض من هن بحاجة ماسة إلى تكفل