فتاة بسيطة كباقي ''المبسوطات'' على المجهول، لا تعرف درودكال ولا بن لادن ولا تسمع حتى ببلحاج، درست في الجامعة الجزائرية ونالت شهادة ليسانس وسجلت في الماجستير، قررت في قمة يأسها من دولة القانون والعدالة أن تأخذ حقها بخنجرها، وبدلا من أن تظل عرضة للتلاعب و''روحي وارواحي''، اقتنت لها سكينا وتربصت بالأمين العام لبلدية باش جراح بالعاصمة (!) لتطعنه ليس دفاعا عن الشرف ولكن عن ''خبزة'' في إطار عقود الشبكة الاجتماعية.. الفتاة ليست مسجلة في أي قائمة أمنية، ولا سابقة لها إلا مستواها الجامعي، كما أنها لم تكن شيئا مذكورا قبل حادثة الخنجر، وهي مثقفة ولا علاقة لها بأطفال الخناجر، ولم يحدث وأن ألقي عليها القبض بشبهة عدا تهمة التطلع إلى مهنة شريفة تغنيها وتحفظ بساطتها حتى لا تنبسط بسطا. لكن، ولأن لليأس أنيابا فإن الفتاة الهادئة تحولت إلى وحش كاسر ولولا بقية من قدر لمات الأمين العام مطعونا والطاعن فتاة مطعونة في خبزتها وفي أنوثتها وفي شهادتها.. حينما نعيش زمنا تقتني فيه بناتنا خناجر ليس للذود عن الشرف ولكن طلبا للوظيفة، وحينما نعرف أن شابا في ولاية داخلية قام قبل أشهر برش ''مير'' بالبنزين ثم أشعل عود ثقاب وخيّره بين توقيع الاستفادة من سكن أو تحويله إلى كومة من رماد، يحق لنا أن نتساءل عن أي عدالة وأي تنمية وأي برامج تلك التي يتساوى فيها الإناث مع الذكور في إحداث النار والطعن، ومع ذلك لاتزال الحكومة تتسوق ب''وان تو ثري.. فيفا لا لجيري''.