التمس ممثل الحق العام لدى محكمة بئر مراد رايس تسليط أقصى العقوبة المحددة بالقانون الجزائي ب 10 سنوات حبسا نافذا ومليون دج غرامة نافذة في حقّ بناء أوهم عجوزا بأنه رصاص فاصطحبته إلى منزل لتصليح تسرب المياه فكبّلها بخيوط الأحذية وأغلق فمها بالشريط اللاصق لينهال عليها ضربا فكاد يفقدها حياتها من أجل سرقتها. في قضية تعدّ الثالثة من نوعها جرت بحي ''بارمونتيي'' ببئر مراد رايس بعد حادثتي مقتل شخيين خلال سنة 2009 بالطريقة نفسها والسيناريو والتوقيت نفسه دون أن يتم تحديد هوية الجاني إلى يومنا هذا. تعرضت عجوز تبلغ من العمر 72 سنة لاعتداء بشع من قبل بناء في عقده الثالث من أجل سلبها أموالها ومصوغاتها، في وقائع قضية مروّعة جرت فصولها مطلع يوم 30 ديسمبر الماضي. تقول الضحية إنها في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا وبعد مغادرة أبنائها المنزل كل باتجاه مقر عمله، شهدت غرفة حمام المنزل تسربا للمياه، مما اضطرها إلى الخروج للبحث عن المرصص الذي اعتاد تصليح مثل هذه الطوائ، إلا أنها لم تعثر عليه، لتشاهد المتّهم جالسا على قارعة الطريق، فتقربت منه وسألته إن كان يعرف مرصصا كونها لم تجد ذلك الذي اعتادت اللجوء إليه، وعندها أعلمها أنه قد رآه فعلا يغادر الحي في وقت مبكر، ليخطرها بأنه هو الآخر مرصص وبإمكانه مد يد المساعدة لها، فرافقها إلى المنزل في حدود الساعة الثامنة صباحا دون أن تعلم المسكينة ما تخبئ لها الأقدار. إذ إنها وبمجرد فتحها الباب ووجهته للباب الثالث حيث يقع الحمام دخل المتّهم وبمعاينته المكان أكد لها ضرورة منحه مطرقة لأن التسرب يقع بالجهة الضيقة الواقعة في زاوية تتوسط الحنفية وغسالة الملابس، إلا أن الضحية ردّت عليه قائلة بأنها لا تحوز عليها كما أنه ليس ملزما باستعمالها، إلا أنه أصرّ على ذلك، إلى حين أن استقدمت له مفتاحا حديديا ''كلي مونات'' فأمرها بالدخول إلى الزاوية الضيقة حيث وجّه لها ضربة على الرأس وراح ينهال عليها بضربات قاتلة ويقول لها باللغة العامية ''ألم تموتي بعد يا كلبة''، المتّهم عندها سحب ضحيته إلى الرواق فربطها بخيوط الأحذية مكبلا يديها ورجليها ووضع على فمها شريطا لاصقا، حيث أجبرها على تسليمه مجوهراتها وأموالها. حاولت الضحية إقناعه بأنها لا تملك سوى 10 آلاف دج بعدما سحبت ضعف المبلغ وأودعت المبلغ نفسه لتسديد دينها العالق، فأخذ المبلغ السالف الذكر وما كانت تحمله من مجوهرات منها أقراط وقلادة ذهبية كانت مخبأة بخزانة غرفة نومها بعدما هدّدها بالقتل ذبحا بواسطة قطعة زجاجية، وظلت العجوز المسكينة تسبح في دمائها وهي مغمضة العينين حتى لا تشاهد طريقة موتها، إلى أن غادر المجرم مسكنها بعدما أخذ منه ما احتاج إليه، لتستغل فرصة خروجه من المنزل لتفك رباط أرجلها بعد تمكنها من نزع نعليها، لتفتح الباب بمرفقها إذ إنها لم تتمكن من فك رباط يدها مستنجدة بجارتها و فور أن أعلمتها بالوقائع أغمي عليها وهو ما جعل الجارة تستدعي رجال الأمن الذين حضروا للتحقيق في القضية ونقلت الضحية على جناح السرعة إلى المستشفى، حيث خضعت للإسعافات الطبية بخياطة رأسها ب 28 غرزا فضلا عن تسجيل عدّة آثار للضرب ولكمات تلقتها على مستوى وجهها ورأسها وظهرها. وتمكن الأمن من إلقاء القبض على المجرم بفضل المعلومات التي قدمتها الضحية مستندة إلى ملامحه، وهو أسمر البشرة ونحيف وتميزّهُ على حدّ قولها ''شوشة'' بشعره وعلى إثر ذلك تمّ توقيفه، إلا أن المتّهم أنكر التهمة جملة وتفصيلا مؤكدا أنه لم يلتق بالضحية وأثناء الوقائع التي استندت إليها الضحية كانت يباشر أشغال بناء رفقة زميله لدى طبيبة أسنان بحي ''لاكولون''. دفاع الضحية طالبت هيئة المحكمة بإعادة تكييف وقائع قضية الحال من جنح السرقة بالعنف والتهديد والضرب والجرح العمدي إلى جناية محاولة القتل مع الاحتجاز إلى حين المداولة في القضية لاحقا.