لا تزال قرابة 300 عائلة على ضفاف وادي الحميز ببلدية خميس الخشنة الواقعة غرب ولاية بومرداس، تعيش حياة مملوءة بالمعاناة، نظرا لافتقارها لأدنى متطلبات العيش الكريم. فرغم نداءات الاستغاثة التي أطلقتها إلى الجهات الوصية من أجل تغيير الواقع المأساوي الذي يعيشونه منذ أكثر من 6 سنوات، إلا أنها لم تجد نفعا أمام تجاهلها معضلة العائلات. وأفاد بعض السكان أنهم مهددون بالموت في أي لحظة خاصة في فصل الشتاء الذي يشهد مشاكل بيئية جمة وهي المعضلة الكبيرة التي يشهدها الحي، ناهيك عن ارتفاع نسبة الرطوبة صيفا وشتاء التي عادة ما تؤثر على الرضع منهم الذين باتوا يخضعون للمعالجة الطبية. إلى جانب الروائح الكريهة المصحوبة بمختلف أنواع الحشرات الضارة من ناموس وذباب إضافة إلى الجرذان التي وجدت في تدهور الوضع ملجأ تعشش فيه، وتقتسم معهم معاناة العيش في تلك العمارات التي تم فتحها لمنكوبي زلزال ,2003 والتي لم يتم إكمالها بعد. واشتكت بعض العائلات في السياق ذاته من التهميش والحرمان الذي باتوا يتقاسمونه مع الجرذان ورائحة الوادي، والمفرغة العمومية التي لا تبعد عن الحي سوى ب500 متر، حيث يغضب الوادي والمفرغة العمومية في معظم أوقات السنة، مطلقا روائح كريهة تزكم أنوف السكان، وذلك لعدة سنوات رغم مطالبهم المتكررة بإيجاد الحل الأمثل لكيفية القضاء على هذه المفرغة وتوحيلها إلى مكان مغير، خاصة وأنها تقع ضمن محور وتجمع سكاني يضم أكثر من 300 عائلة، لذا يطالبون بلدية خميس الخشنة من منبر '' البلاد'' بتحقيق الحلم الذي راودهم لسنوات عدة. في السياق ذاته، أضاف بعض المتحدثين أنهم عندما يحدث لهم أي مشكل مع الوادي أو المفرغة العمومية يحملون أبناءهم إلى عائلاتهم خوفا من أن تكبدهم هذه الروائح الكريهة صحة أبنائهم الصغار، أو يجدون أنفسهم مضطرين للعيش ''داخل مقبرة'' بغلق كل نوافذ وأبواب البيت لتفادي دخول هذه الروائح الكريهة. وعليه، يطالب المتضررون من هذه المأساة بأن تولي السلطات المحلية عناية خاصة لحجم معاناتهم وخاصة لإيجاد حل للقضية وتغيير الأوضاع القائمة.