أعرب قاطنو حي ''كردونة'' ببلدية بئر خادم الواقعة بولاية الجزائر العاصمة، عن استيائهم الشديد من الوضعية الصعبة التي يعيشونها منذ ما يفوق 20 سنة وسط بيوت قصديرية تم تشييدها بطريقة فوضوية، لعدم قدرتهم المالية والمادية على اقتناء قطع أرضية أو مساكن لائقة توفر لهم الراحة والأمان، وتجنبهم المخاوف الكثيرة التي تطاردهم يوميا من احتمال سقوط بناياتهم على رؤسهم في أي لحظة من اللحظات، من جهة (لتشييدها العشوائي) ومن خطر التعرض للإصابة بلسعات العقارب والحشرات الضارة كالناموس والبعوض والحيوانات المؤذية كالجرذان والفئران من جهة أخرى. غياب الضروريات يصعب المعيشة كما أبدى السكان غضبهم واستياءهم من الوضعية الكارثية التي يعيشونها منذ 20 سنة، نتيجة تعرض سكناتهم الآيلة للسقوط لتشققات وتصدعات، خصوصا بعد الاضطرابات الجوية الأخيرة، ما جعلهم يعيشون جحيما نظرا لشدة التصدعات والتشققات، ففي كثير من الأحيان يقضون ليالي بيضاء نتيجة تسربات مياه الأمطار إلى بيوتهم، ناهيك عن الرطوبة العالية تحت أسقف ''الترنيت'' والزنك، وهو ما يعرّض صحة القاطنين إلى خطر حقيقي، وبالأخص الأطفال الصغار وكبار السن، الذين أصيبوا بعدة أمراض كالربو والحساسية، ما يدفعهم إلى التنقل إلى المستشفى لمعاينة الطبيب والخضوع للعلاج على مدار السنة، ليجدوا أنفسهم في''ميزيرية'' وظروف صحية صعبة هم في غنى عنها. وحسب تصريحات جل العائلات القاطنة بالحي المذكور سالفا ل''الحوار''، فإن المشاكل والمعاناة لم تنته عند هذا الحد، بل امتدت إلى مشكل غياب الإنارة العمومية بالحي، ما ساعد على انتشار المنحرفين الذين يهددون راحتهم وسلامتهم، بالإضافة إلى غياب قنوات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب، باعتبارها المادة الضرورية التي لا تزال من أولى مطالب القاطنين، الذين يبحثون عنها في الأحياء المجاورة. كل الأبواب أوصدت في وجوههم من ناحية أخرى أكد هؤلاء السكان، أنهم تقدموا بعدة شكاوى للمصالح المعنية بخصوص وضعيتهم، إلا أنها لم تُجد نفعا، فزائر هذا الحي لأول مرة يقف على مدى معاناة السكان إزاء الغياب التام للتنمية المحلية، إذ يعيش قاطنو هذا الحي في وضعية مزرية أقل ما يقال عنها إنها كارثية لا تليق بالإنسان، بسبب افتقاره لأدنى ضروريات الحياة، فالماء والغاز والكهرباء والعناصر الضرورية الأخرى غائبة على مستوى السكنات التي قامت العائلات بتشييدها بطريقة فوضوية منذ ما يزيد عن 20 سنة، ورغم كل نداءات الاستغاثة -حسبهم- إلا أن كل الأبواب أوصدت في وجوههم. في الإطار ذاته أكد لنا سكان حي''كردونة'' أنهم أودعوا عدة طلبات مرفوقة بملفات لدى المصالح الوصية، لأجل تمكينهم من سكنات اجتماعية ملائمة لانتشالهم من الحياة المزرية التي يعيشونها، إلا أنها بقيت حبيسة الأدراج، ولم يجد بعدها من سبيل آخر سوى اللجوء إلى جريدتنا لتجديد مطلبهم للسلطات المحلية والمعنية القاضي بضرورة ترحيلهم، وإدراج حيهم ضمن قائمة المستفيدين من سكنات اجتماعية لائقة لإنقاذهم من الخطر المحدق بهم جراء اهتراء سكناتهم، التي باتت مهددة بالسقوط على رؤوس قاطنيها ولإخراج حيهم من العزلة والتهميش الذي يعيش فيه، حيث أكد بعض سكانه أن الأحياء المجاورة لحيهم استفادت من عدة مشاريع تنموية ماعدا حي''كردونة''.. فهو في طي النسيان.