أطلقت وكالة الاستخبارات الأمريكية ''سي آي إي'' على موقعها الالكتروني مسابقة ''فكرية'' تستهدف الأطفال في أربع دول إسلامية، هي الجزائر، السعودية، مصر والإمارات. تتكون المسابقة التي أعلنت عنها الوكالة الأمريكية في السابع من هذا الشهر من ثلاث مراحل تنتهي بحصول الطفل الذي يجتاز المسابقة بنجاح على شهادة من موقع '' سي آي إي '' بأنه أنجز مهمته في المسابقة بنجاح. وتشمل الأسئلة المطروحة على الأطفال في هذه المسابقة موضوعات مختلفة وإن بدا بعضها عاديا من قبيل أسئلة الثقافة العامة، على نحو هل تعرف عاصمة مصر وما العملة المستخدمة في الإكوادور أو التساؤل إن كانت أبو ظبي عاصمة الإمارات ويكون الرد بصواب أم خطأ، وهل صحيح أن السعودية مهد الإسلام، فإن بعض الأسئلة الأخرى تبدو أبعد من طابع الثقافة العامة، كالتساؤل عن طبيعة نظام الحكم ديكتاتوري أم ملكي أم جمهوري أم شيوعي؟ وهي نفس الأسئلة بالنسبة للجزائر. وتأتي هذه المسابقة التي استهدفت الأطفال انسجاما مع فرص التكوين التي تقترحها وكالة الاستخبارات الأمريكية للطلاب عبر العالم، إضافة إلى الاهتمام الأمريكي المتزايد بالعالم العربي والإسلامي خاصة منذ منعطف أحداث سبتمبر، حيث أضحت عقيدة ما يسمى بمكافحة الإرهاب لبوسا للسياسة الخارجية الأمريكية. وحسب بعض المصادر الإعلامية، على غرار الدستور وغيرها، فإن المسابقة التي وجهتها وكالة الاستخبارات الأمريكية نحو أطفال الدول الإسلامية الأربع، تعتبر خطوة أولى في مسار عملية إبداء الاهتمام ببعض هؤلاء الأطفال الذين سيشكلون في مرحلة لاحقة مشاريع تجنيد بامتياز لصالح وكالة الاستخبارات الأمريكية الأخطبوطية التي مدت أذرعها في جميع أنحاء العالم، وسبق لدول أجنبية أن أظهرت اهتمامها بالكفاءات الجزائرية وذلك من خلال إعلان استعدادها للإنفاق على تعليم أطفال الصف الثانوي في هذه البلدان العربية. وكانت محاولة فتح وكالة الاستخبارات الامريكية مكتبها في الجزائر قد أثارت جدلا كبيرا في الأوساط الإعلامية والسياسية، وكان ذلك قبل أن تنفجر فضيحة اندو وارن، العميل الأمريكي، رئيس مكتب الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق بالجزائر والعامل في سفارة بلاده والمتمثلة في اعتدائه على جزائريات يعملن معه، بحيث لم يتردد آنذاك نور الدين يزيد زرهوني عن طرح فرضية الجوسسة على الجزائر في تلك الفضيحة.