أدانت محكمة الجنايات لمجلس قضاء قسنطينة أمس الثلاثاء، أحد المتهمين بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار في حق صديقه الذي لم يبلغ ال 16 من العمر ومنه السجن المؤبد، وهي نفس التماسات ممثل الحق العام. الجريمة وقعت سنة 2008 أواخر شهر أكتوبر بعد ورود معلومات إلى الدرك الوطني لواد العثمانية تفيد بالعثور على جثة مدفونة أسفل درج أحد المنازل في طور الإنجاز من قبل البنائين. ولدى معاينة الجثة تبين أنها لأحد الشباب القصر الذي اختفى منذ مدة وهو (ب.ط) لم يبلغ السادسة عشر من العمر بعد. التحريات أفضت فيما بعد إلى أن الجاني هو (م. م) 25 سنة الذي اختفى بدوره منذ مدة تعود إلى تاريخ اختفاء الشاب المغدور، ليتقدم آخر وهو المدعو (ع.م) إلى المصالح نفسها ويؤكد أن المتهم أخبره قبل اختفائه أنه قام بإزهاق روح الضحية، إلا أنه لم يأخذ أقواله على محمل الجد ظانا أنه يمزح. وعند سماعه بالجريمة الشنعاء التي اهتز لها سكان واد العثمانية تذكر ما أخبره به المتهم وأدلى بشهادته. المتهم ولدى سماعه من طرف الضبطية القضائية اعترف مباشرة بارتكابه الجريمة ساردا تفاصيلها وهو نفس ما اعترف به أمام محكمة الجنايات دون نقصان، حيث أن المتهم تناول يومها اكوكتيلاب مخدرا من الكحول، الحبوب المهلوسة والكيف المعالج بمعية الضحية الذي تناول الخمر حسب تصريحاته رفقة آخرين وافترقا، ليعودا ويلتقيا بأحد المنازل التي كانا يبيتان بها أسفل الدرج لأن كلاهما حسب المتهم كان مطرودا من المنزل فاعتادا المبيت مع بعضهما بالمكان المعروف. و ليلتها قام الضحية باستفزاز المتهم وقال له كلاما جارحا وهو ما أثر فيه أيما تأثير كونه - أي المتهم - يعيش ظروفا مزرية ويعاني الحفرة من طرف المجتمع الذي يعيش على هامشه. عندها قام من مكانه واتجه إلى أحد المساجد القريبة من المكان وأحضر معه نازع مسامير (راش كلو) ودخل على الضحية النائم وانهال عليه بضربات قاتلة على مستوى الرأس ليرديه قتيلا. ثم نزع له سرواله وحذاءه و دفنه أسفل السرير الذي كانا ينامان عليه بعد أن لفه بالبطانية. وفي الغد أخبر الشاب الذي تقدم بالإفادة عما جرى وهو يتعاطى سيجارة من المخدرات، إلا أنه لم يأخذه على محمل الجد ليتوجه الى أبيه ويخبره بالقصة كاملة. فما كان من هذا الأخير سوى أنه أعطاه مبلغا من المال ونصحه بالتوجه إلى العاصمة والمكوث هناك وهو ما حصل فعلا، حيث مكث مدة ثم توجه إلى مدينة عنابة، حيث قام بسرقة ثلاثة منازل وتحصيل مبلغ 7 ملايين من بيع المصوغات المسروقة، وأخيرا عاد أدراجه إلى مقر سكناه حيث قبض عليه. أب الضحية المتوفى نفى طرده لابنه وأن هذا الأخير كان يعيش مع جده بذلك المكان. الخبرة الطبية أكدت أن الضحية تعرضإالى خمس ضربات على مستوى الرأس بواسطة أداة ممكن أن تكون حادة ما تسبب في حدوث ارتجاج بالمخ خصوصا الضربة أسفل الأذن اليسرى إضافة إلى ضربات متفرقة بالجسم خلفت رضوضا وكدمات. دفاع المتهم طالب بإيفائه كافة ظروف التخفيف نظرا للمشاكل العصيبة والوضعية المزرية التي كان يعيشها كما أن الخبرة العقلية أشارت إلى وجود اضطرابات نفسية يعاني منها المتهم في قضية الحال