السراق في الجزائر أغبياء جدا وليسوا أذكياء كما يتصور البعض.. بدليل أن مستواهم بشكل عام يتراوح بين الباك والثانوي وحتى السيزيام! أي أنهم من هؤلاء الذين فشلوا في دراساتهم أو حسبوا الدراسة لهوا ولعبا! وعندما يتم في كل مرة تهريب الرؤوس المدبرة قبل أن يقبض عليها.. في كل موقعة سرقة بحجم جمل أو حتى جبل، فإن ذلك لا يعني أن الذين هربوا أو شاركوا في عملية سحب هؤلاء خلف الأنظار وراء البحار أذكياء، بل إنهم أشد غباوة ولكنهم لا يعلمون قدر غباوتهم بعد أن ضلوا ضلالا بعيدا، واستفادوا من مناخ عام للعب بالمال العام انطلاقا من مقولة: كل من يعمل في العسل لا بد أن يلحس، وهذا بعد أن زادوا فيها مترا فأصبحوا يلحسون الكل. الرأس المدبر للخليفة، وهي قضية القرن كما وصفتها الصحافة، ليس هو الخليفة نفسه وإنما هو محافظ الجزائري السابق عبد الوهاب كيرمان أصيل بجاية الصمام، وهذا اللص الذي كان يوقع على الأوراق المالية للجزائريين موجود إلى اليوم في حالة فرار بإحدى الدول الأوروبية غير المعروفة. وأخطر ما في الأمر أنه لم يصدر قرار بتوقيفه من قبل شرطة الأنتربول الدولية كما حدث مع الخليفة (عبد المؤمن) المسجون في لندن! والرأس المدبر لفضيحة البنك الصناعي التجاري ''البيسيا''، وهي فضيحة لا تقل عن فضيحة الخليفة وتم التكتم عليها إعلاميا أو أنها لم تحظ بالتغطية المناسبة، فر إلى باريس والله أعلم قبل أن تسقط الفاس في الراس! وحينما تروج أخبار مؤكدة بأن الرأس المدبر لفضيحة سوناطراك، وقد تكون الأكبر على الإطلاق من حيث حجمها وليست الأخيرة على الأقل في الصحراء الواسعة، يكون قد استقر في سويسرا تفاديا لأي ملاحقة أو متابعة، تصبح عمليات تهريب أمخاخ الفساد سياسة بحد ذاتها في دولتهم التي أنشأوها لنا ويمكن أن تشكل مادة لوحدها لتدريسها في علوم التهريب! ولهذا يصبح للغز ملجئهم وملاذهم بعض الحق حين يقترح مثلا ألا يعود الخليفة إلى الجزائر إلا إذا ضمنوا له منصبا عاليا واحتراما، أي وضع لص محترم في بلاد المفسدين، وقس عليه باقي الغنم الذي ضرب وهرب!