لم تخرج زيارة وزير التربية الوطنية لولاية الجلفة، أول أمس، عن دائرة تثمين المجهودات ''الجبارة'' في جانب الهياكل التربوية المجسدة في الميدان، حيث جال وصال في أكثر من ثانوية ومتوسطة وابتدائية، لكن العامل المشترك بينها أنها ''صفوة'' المؤسسات التعليمية النموذجية، بعيدا عن مؤسسات ال''ترنيت'' وكذا المؤسسات التي لا تزال تعيش على وقع نقائص التدفئة ومشاكل التأطير وغيرها من المشاكل المتراكمة والمتوارثة.الزيارة الوزارية استهلت بمعاينة ابتدائية ''العايب الطاهر''، وهي المؤسسة المحظوظة، والتي لا تعيش أية مشاكل، كونها تتوسط حي الحدائق الراقي. ولأنها ابتدائية ليست ككل الابتدائيات، فإن وزير التربية ظهر مسرورا جدا بما شاهده وبالعروض التي قدمت له، لتكون المحطة التالية نحو ثانوية بنفس الحي، تم تغليف طاولاتها يوما قبل زيارة الوزير حتى لا تظهر ''التجاعيد'' المنقوشة فيها، ومنها إلى مشروع متوسطة بحي بنات بلكحل، أين سجل ''تنابزا'' في عرض مشاكل الولاية بين ممثلي الشعب منهم من يطلب الزيادة في الهياكل ومنهم من يكتفي بالموجود، ليكون رد الوزير ''تفاهموا بيناتكم أولا''!! بن بوزيد حاول التأكيد على أن ولاية الجلفة تعتبر ولاية محظوظة جدا لكونها من أولويات وزارة التربية من حيث تشييد المؤسسات التعليمة بمختلف الأطوار، محملا ضعف النتائج إلى أولياء التلاميذ. وبصريح العبارة قال ''عيبكم فيكم''، وهو ما يعني أن ضعف النتائج لا علاقة للوزارة به والمشكل بين ''ظهراني'' سكان الولاية الذين لا يتابعون أبناءهم، حسب كلام الوزير! الزيارة الخاطفة، حسب تصريحات أهل الاختصاص ل''البلاد''، كانت فارغة وخاوية ولم تقدم شيئا، عدا أنها زادت في تعتيم الصورة الحقيقية عن واقع الأمور التربوية بالولاية، حيث وجهت إلى مؤسسات ''محظوظة'' لا تعكس الصورة، فعندما يعاين الوزير ابتدائية ''العايب الطاهر''، فذاك لايعني أن كل الابتدائيات مثلها وفي نفس مستواها، وحينما يعجب الوزير بثانوية وإكمالية ما، يصل تعداد تلاميذها إلى ما دون الثلاثين، فذاك أيضا لا يعني بأن كل الأمور بخير وأن جميع المؤسسات لا تعيش الاكتظاظ الذي يفوق 50 تلميذا. وزيارة بن بوزيد بالمختصر المفيد جاءت لترمي الكرة في ملعب الجلفة بعيدا عن ملعب وزارة التربية، وحينما يصرح الوزير قائلا ''تفاهموا فيما بيناتكم وعيبكم فيكم'' تتأكد هذه الفرضية، والثابت في الأخير أن وزير التربية جاء ليحرض ولاية الجلفة على ولاية تيزي وزو حينما أضاف ''أريد أن تقهروها''، لكن ما تجاهله الوزير: هل إمكانيات ولاية الجلفة التربوية هي نفسها إمكانيات ولاية تيزي وزو؟!