لم تخرج مناقشات المجلس الولائي بالجلفة في دورته الأخيرة عن مجال تثمين المجهودات من جهة، وعن التطرق إلى نقاط لا يمكن بأي حال من الأحوال اختصار واختزال مشاكل القطاع فيها من جهة أخرى، حيث تم إهمال العديد من الأمور من دائرة النقاش لعل أبرزها ما تعلق بسلسلة الفضائح المتواصلة التي عرفتها مختلف المسابقات الأخيرة· باستثناء تدخل عضو المجلس الولائي "نواري لخضر" الذي تطرق إلى جانب من فضائح مسابقات التوظيف الأخيرة مباشرة بلا لف أو دوران حينما طالب بتشريح ما يحصل وبوضع النقاط على الحروف على مستوى مصلحة الامتحانات التي تحولت إلى فضاء مفتوح للفضائح المتواصلة، لم يتطرق أي من الأعضاء الآخرين لهذا الأمر بنفس الطريقة المباشرة، ليقتصر تدخلهم على طرح نقاط على شاكلة رداءة التجهيز ومشاكل تعيشها بعض المؤسسات التعليمية، إضافة إلى تثمين المنجزات المجسدة في الهياكل التربوية التي تم إنجازها في ظرف قياسي وبمواصفات جيدة على الرغم من العيوب التي قال بعض الأعضاء أنها ظهرت فيها مؤخرا· وذهب العضو المذكور إلى ما ذهبت إليه جريدة "البلاد" في أكثر من مناسبة، حيث وضع أصبعه على الجرح التربوي في منبر المجلس الولائي من خلاله تطرقه إلى "تهريب" رئيس مصلحة الامتحانات عبر عطل استثنائية مع توافد لجان التحقيق وكذا إلى قضية المعتمر الذي نجح في مسابقة المراقبين على الرغم من تواجده في البقاع المقدسة، وهو ما يرسم صورة واضحة وجلية عن حجم التلاعبات الكبيرة، متسائلا عن موقع رئيس المصلحة من كل هذه الفضائح· السيد النائب جاب الله جلول المثير في القضية بأن والي ولاية الجلفة وفي رده على تدخل عضو المجلس الولائي "نواري لخضر"، أكد تأكيدا قطعيا لا لبس فيه هذه المرة بأن رئيس مصلحة الامتحانات بمديرية التربية تم توقيفه نهائيا ورسميا عن أداء مهامه، أول أمس، كاشفا عن وثيقة إنهاء المهام الصادرة من قبل وزارة التربية الوطنية يوم السادس من جانفي، وهو ما اعتبر ردّا شافيا على جميع التساؤلات والاستفهامات المرفوعة، مع العلم بأن جريدة "البلاد" كشفت يوما قبل توقيف رئيس المصلحة المذكور عن مسألة تهريبه من ملاقاة أعضاء لجان التحقيق، حيث يتم منحه عطلا استثنائية تجعله بعيدا عن مجريات التحقيق، كحال العطلة الأخيرة التي تزامنت مع نزول لجنة تحقيق عالية المستوى حققت مع نفر من الموظفين ورؤوساء المصالح والمكاتب واستثنت رئيس المصلحة الذي كان "يشاع" بأنه موقوف عن العمل، ليظهر في الأخير بأن في الأمر فقط عطلة استثنائية· مناقشات المجلس الولائي خلال الدورة الأخيرة كان لها أن تكون "مندبة كبيرة" لقطاع تم استباحه في السنوات الأخيرة على كافة المستويات، لكن عدم تشريح وضعيات الفضائح الأخيرة بالشكل المطلوب جعل من المناقشات المجلس الولائي مجرد "مندبة صغيرة" على الرغم من أن الميت هو قطاع التربية بالجلفة...