أجدني مجترا ومضطرا في كل مرة وكل ''مروة'' للعودة إلى نفس المصر، لأغرز فيها ثورتي من أُم هي فراش للدنيا ولكل المواقف السفلى. فبغض النظر عن جدران العار التي أنشأتها المقاولة ''المباركية'' عن جدارة و''استغلاق'' لكل ما هو عربي، فإن مصير والد الدكتورة ''مروة الشربيني'' رحمة الله عليها، غني عن أي تسويف وتسويق وتغليف رسمي لكرامة أرض لم تبق منها ''كنانة'' ولا كناية.. الدكتورة مروة الشربيني، لمن نسي، هي مواطنة مصرية تحمل شهادات عليا ختمتها بشهادة في سبيل الله حينما اغتيلت غدرا بألمانيا من طرف ''مجهول'' ألماني، لم يكن يحمل لها من غل ولا عداوة سوى أن حجابها أقلقه فطعنها أمام العالم بساحة محكمة عمومية، لتنتهي مروة، وتبدأ قصة الكرامة المصرية التي اغتيلت أمام مرأى الدنيا في صمت لفراعنة نظام أقام الدنيا على مقتل راقصة مصرية بدبي، فيما تغاضى عن دماء دكتورة لم تكن راقصة، ولكن امرأة متدينة اغتالها حجابها واحتجاب كرامة دولتها التي تتعامل بمعيار ''أمصركم.. أكثركم هزا للبطن''.. بالأمس، تعرض والد الدكتورة مروة الشربيني لسكتة قلبية نقلته إلى رياض ابنته الشهيدة، والقاتل ومفجر قلب العجوز لم يكن فتى ألمانيا أو روسيا طائشا، ولكن نظاما مصريا يرافع لكرامة الكرة والجدران ويدوس على كرامة وحياة الإنسان، بعدما تجلى ذلك في تخلي وزارة ''أبو الغيط'' عن التزامها بدفع تكاليف المحامي المتابع لقضية مروة الشهيدة، التي استفاد قاتلها من الإفراج بعدما استفاد نظام ''آل مبارك''من نعمة أنه تخصص في كرامة الكرة والجدران العازلة.. أما ما عداها من كرامات فلك الله يا مروة ويا مصر..