منعت أمس قوات الأمن تلاميذ الأقسام النهائية لبعض ثانويات العاصمة كثانوية ''محمد هجرس'' و''عبان رمضان'' و''توفيق المدني'' بالمحمدية من تنظيم مسيرة نحو مديرية التربية لشرق العاصمة. وقد طوقت قوات الأمن هذه الثانويات وحاصرت التلاميذ أمام ثانوية عبان رمضان قبل أن تقوم بتفريقهم.تواصل نهار أمس إضراب تلاميذئ الأقسام النهائية لثانويات كل من ''عبان رمضان''، ''محمد هجرس'' و''توفيق المدني'' ببلدية المحمدية، لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على كثافة البرنامج وحشو الدروس بسبب إضراب الثلاثة أسابيع الذي نظمه الأساتذة شهر نوفمبر الفارط. واحتج التلاميذ بشدة على الحشو الذي يقوم به الأساتذة جريا وراء إنهاء البرنامج وهروبا من الإجراءات العقابية من طرف مصالح الوزير بن بوزيد. وذكر التلاميذ المحتجون القادمون من الثانويات السالفة الذكر، إلى جانب بعض تلاميذ بلدية باب الزوار الذين حاصرتهم قوات الأمن أمام ثانوية عبان رمضان، أن الوزارة توفد لجنة أسبوعيا تتفقد الثانويات نهاية كل أسبوع للوقوف على عدد الدروس التي تم تقديمها، وهو ما جعل الأساتذة حسب ما أورده التلاميذ المحتجون في سباق مع الزمن لإنهاء البرامج حتى إن كان ذلك على حسب استيعاب وفهم التلاميذ تفاديا لوقوعهم في فخ العقاب الإداري. وأكد التلاميذ، الذين تحدثت إليهم ''البلاد'' أمس، أنهم يدفعون ثمن إضراب الأساتذة الأخير من حيثئتسريع وتيرة تقديم الدروس على حساب استيعاب التلاميذ. وأشار هؤلاء على سبيل المثال إلى تلقيهم أربعة دروس يومية في مادة واحدة خلال ساعتين. في حين قال عدد منهم أنه فيما يخص مادة الفيزياء تم اختصار وحدتين منها تحتوي كل وحدة على أربعة أو خمسة دروس في ظرف أسبوع واحد، ورفض الأساتذة تقديم التمارين أو حتى شرح الدروس لاسيما بالنسبة للأقسام العلمية، في شعبتي الرياضيات والرياضيات التقنية دون مراعاة صعوبة المادة ولا أهميتها في سلم المعامل. وقال التلاميذ المحتجون إنهم يجدون صعوبة كبيرة في الفهم، وهو الشأن ذاته بالنسبة لمواد الشعب الأدبية كالفلسفة واللغات الأجنبية. من جهتهم تساءل تلاميذ الأدب والفلسفة عن جدوى التسريع في الدروس مادام البرنامج لم يبق منه سوى وحدتين على الأكثر في كل مادة، داعين إلى ضرورة اتخاذ إجراءات لازمة لتمكينهم من إجراء الامتحانات في ظروف عادية، ملمحين إلى ضرورة تقليص بعض الوحدات . يذكر أن تلاميذ الأقسام النهائية كانوا قد خرجوا السنة الماضية، في شهر جانفي، للاحتجاج على كثافة الدروس، وهو الاحتجاج الذي دام أكثر من أسبوع مما ألزم الوزير بن بوزيد التفاوض معهم واتخاذ إجراءات تخص تخفيف البرامج مع إلغاء بعض الوحدات ووعدهم بإجراء الامتحانات في الدروس التي قدمت فعليا.