التحق أمس بالجزائر العاصمة، تلاميذ السنوات الثانية من التعليم الثانوي بزملائهم في السنة الثالثة، إحتجاجا على إعلان وزير التربية عن تطبيق القرارات الجديدة إبتداء من السنة المقبلة، وهو ما فهمه هؤلاء التلاميذ على أنهم الفئة الأولى التي ستطبّق عليها تلك القوانين. التلاميذ خرجوا من الثانويات المتوزّعة في أرجاء العاصمة، للإلتقاء بزملائهم في ثانوية بابا عروج بالقرب من الجامعة المركزية، ليتوجّهوا إلى (رويسو)، حيث توجد ملحقة تابعة لوزارة التربية، قصد تنظيم تجمع كبير. تصدّت قوات مكافحة الشغب »لتخطيطات« وإحتجاجات التلاميذ، حيث منعتهم وفرّقتهم في كلّ الاتجاهات، وهو ما حال دون أن يتمكّنوا من الالتقاء بكثرة أمام ثانوية بابا عروج، حسب ما وقفت عليه أمس »الشروق اليومي«. تلاميذ السنوات الثانية والثالثة جاءوا من ثانويات محمد هجرس وعبان رمضان وتوفيق المدني وتاماريس وموحوس ووريدة مداد وجمال الدين الأفغاني وعقبة بن نافع وأخرى، وقد قدّر التلاميذ الذين تكلّمت معهم الشروق أعداد المحتجّين بحوالي 1000 تلميذ. المطاردة بدأت من المرحلة الأولى، تقول (رشيدة) وهي تلميذة في السنة الثانية بأن الشرطة منعتهم من ركوب الحافلات من محطة الحراش ومحطة الديار الخمس، لكن التلاميذ تفرقوا وركبوا منعزلين عن بعضهم لكي يفلتوا من المطاردة، وبدأت الجموع تتوافد على محطّة تافورة والبريد المركزي في قلب العاصمة، تمهيدا للالتقاء أمام ثانوية بابا عروج، لكن قوات الأمن كانت في انتظارهم مرّة أخرى، حيث حاصرتهم وفرّقتهم، ويقول (فاروق) أحد تلاميذ السنة الثانية من ثانوية عبان رمضان في منطقة الديار الخمس: »لقد أعادوا إركاب أعداد كبيرة منا في الحافلات ليعيدونا من حيث أتينا، لكننا تحايلنا عليهم وعدنا إلى البريد المركزي«. ولاحقت قوات الأمن فلول التلاميذ بكل من ساحة البريد المركزي وأمام الجامعة المركزية، حيث لوحظ تواجد مكثّف للأمن بالزّيّين الرسمي والمدني، وأوضح التلاميذ ممن تحدّثت إليهم الشروق، أنّ قوات الأمن لم تعتد عليهم بالضرب ولا بالسب، لكنّهم أعربوا عن إصرارهم على العودة مجدّدا لتنظيم احتجاجات وتجمّعات »حقيقية« على حدّ تعبيرهم. وبعيدا عن جوّ الاحتجاجات، عبّر العديد من تلاميذ السنة الثانية ثانوي عن اعتراضهم على الإصلاحات التربوية ووصفوا البرامج الدراسية الجديدة وآلية إجراء البكالوريا ب»الفاشلة«، أحد التلاميذ قال بأنّ الفصل الأول من برنامج الرياضيات لم يكتمل إلى غاية اللحظة، رغم مرور الفصل الأوّل: »هذا البرنامج لن ينتهي إلا بمجيء شهر سبتمبر«، يقول نفس التلميذ.. تلميذ آخر قال بأن تلاميذ السنة الثانية لا يريدون اللجوء إلى العنف أبدا: »نحن لدينا مطالب وسنطالب بها بطريقة سلمية«، أما أخرى فقد صاحت: »نريد أن ينقصوا من عدد البرامج وحجمها، إنها كثيفة جدّا ومرهقة.. أنا شخصيا أصبحت أكرهها ولا أطيقها«. م.هدنه