أقدم، صبيحة أمس، عدد من مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني بعنابة على عقد جمعية عامة استثنائية انتخبت لجنة انتقالية لتسيير شؤون المحافظة إلى حين انتخاب محافظ جديد يخلف السيناتور زيتوني محمد الصالح. وطالب المجتمعون أمس في مقر الكشافة الإسلامية ببلدية الحجار، الأمانة الوطنية للحزب العتيد بفتح تحقيق معمّق فيما وصفوه ''تجاوزات أمين المحافظة الحالي وعضو مجلس الأمة وسلوكاته المشينة التي أضرت كثيرا بسمعة الحزب وأقصت المناضلين الأوفياء وجعلته - يقصد زيتوني- وصيّا على الحزب بغير وجه حق مع حملة الإقصاءات ضد كل من يشتم فيه الرأي المخالف''، يقول السيناتور ذيب نورالدين في اتصال هاتفي مع ''البلاد''. وتابع الوافد الجديد إلى الغرفة العليا للبرلمان، أنه يستنكر بشدة ''حادثة الاعتداء الذي تعرضت له على أيدي مسبوقين جندهم المحافظ زيتوني ضدي وضد كل من يرفع صوتا معارضا لتوجهاته التي لم تعد تقيم للنضال والكفاءة وزنا واعتبارا''. وجدد المتحدث اتهامه للمشرف الوطني علي صديقي بدعم زيتوني لأنه ''لم يستنكر الاعتداء الذي تعرضت له وواصل عقد الجمعية العامة لانتخاب مندوبي الحزب في المؤتمر التاسع رغم الفوضى التي كانت سائدة في ذلك اليوم''. وأضاف العضو الجديد بمجلس الأمة أن ''أمناء القسمات ال 19 سحبوا الثقة من زيتوني ونحن ماضون لعقد جمعية عامة انتخابية لاختيار المندوبين المعنيين بحضور المؤتمر المقبل ''. من جهته، لم يتردد أمين المحافظة زيتوني محمد الصالح عن وصف اجتماع الأمس ب''اللاحدث كون منظميه معروفون منذ مدة بإثارة القلاقل وزعزعة استقرار القواعد والعمل خارج الأطر القانونية ومن ثمّة فإني أعكف على إعداد تقرير مفصل أشرح فيه كل الملابسات المحيطة بالاجتماعات غير الشرعية وحملات التجريح والتشويه والقذف التي لا يتحرج هؤلاء الخارجون عن القانون في ممارستها ضد رموز الحزب وقياداته ومناضليه''. وتابع زيتوني في حديث هاتفي مطوّل مع ''البلاد'' إن ''جماعة ذيب تحرّكها أحقاد دفينة ضدي وضد القيادة الوطنية ممثلة في الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، لأنهم أناس مدفوعون بتعليمات فوقية من الخلية المركزة للمتابعة بقيادة المعارض عباس ميخاليف المعروف بتوجهاته العدائية للقيادة الحالية بقيادة السيد بلخادم''. ولم يستبعد زيتوني أن تقدم الأمانة العامة للأفلان على ''اتخاذ إجراءات انضباطية في حق الخارجين عن القانون'' وقد تصل، حسبه، إلى ''الفصل النهائي للسيناتور صاحب الكرسي المجهول من صفوف الحزب''، في إشارة إلى عضو الغرفة العليا للبرلمان نورالدين ذيب . وأشار زيتوني محمد صالح إلى أنه ''يمثل جناح الشرعية في الحزب ولن أتأخر لحظة في إخطار الأمانة العامة للحزب بكل الشطحات وحملات التشويش التي تستهدف زعزعة الاستقرار في مؤسسات الحزب الذي تحكمه ضوابط تنظيمية وقانون أساسي''. وقد حاولت ''البلاد'' منذ زوال أمس الاتصال مرارا وتكرارا بالمكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة لمعرفة موقف القيادة الوطنية مما يحدث داخل البيت العتيد بولاية عنابة، لكن دون جدوى، غير أن بوحجة كان قد شدد في تصريح سابق ل''البلاد'' على أن ''الحزب ينتظره موعد هام هو المؤتمر التاسع وطبيعي أن تنتشر بعض الأحاديث هنا وهناك بغرض التشويش على العملية''، مبديا رفضه القاطع ''لأي نشاط ينظم خارج المحافظة أو دون علم أمين المحافظة لأنه الممثل الشرعي والوحيد للأمين العام في الولاية''.