حل أمس بالجزائر رئيس اللجنة العسكرية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، الأميرال جيامباولو دي باولا، في زيارة رسمية تدوم ثلاثة أيام في إطار تطوير علاقات التعاون العسكري القائمة بين الجزائر و''الناتو'' بعنوان الحوار المتوسطي. ويلتقي رئيس اللجنة العسكرية لمنظمة حلف ''الناتو''، الذي أنهى زيارة رسمية قادته إلى الرباط، بأركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح. إضافة إلى عدد من المسؤولين الجزائريين، إذ من المنتظر أن يتناول الطرفان، حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني، محادثات يتم التطرق خلالها إلى جملة من المسائل ذات الاهتمام المشترك في إطار علاقات التعاون العسكري القائمة بين الجزائر ومنظمة حلف شمال الأطلسي بعنوان ''الحوار المتوسطي''. ويصف مراقبون التعاون العسكري بين الجزائر وحلف الناتو ب''الجدي والفعّال''، بعدما شرع حلف الناتو في تكثيف تعاونه مع الجيش الوطني الشعبي. وكانت خمس سفن لمكافحة الألغام تابعة لحلف شمال الأطلسي قد رست بميناء الجزائر في فيفري الماضي، في سابع توقف من نوعه لمجموعة ''أس أن أم سي أم جي''2 التي تتركز مهمتها كقوة دائمة تهدف إلى تأمين الممرات البحرية من خلال البحث عن الألغام البحرية والقضاء عليها. وكان التوقف قد اختتم بإجراء تمرين مشترك من نوع ''باسكس'' بعرض المياه الإقليمية الجزائرية، شاركت فيه وحدتان من القوات البحرية الجزائرية، الأمر الذي يندرج ضمن تعزيز علاقات التعاون العسكري الثنائي بين القوات البحرية الجزائرية ومنظمة حلف الناتو. ويتوقع متتبعون أمنيون أن يتطرق المسؤول في حلف الناتو، رفقة المسؤولين الجزائريين، إلى عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك منها مكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، خاصة أن تقييم الحلف لدور الجزائر في هذه الحرب العالمية ضد الإرهاب هو تقييم جيد،ئ حسب خبراء ''الناتو'' الذين يعتبرون الجزائر الدولة الأكثر نشاطا في تعاونها مع ''الناتو'' في جنوب البحر الأبيض المتوسط. وقد سجل الحلف الأطلسي هذا الدور الإيجابي للمؤسسة العسكرية الجزائرية وقوات الأمن والدرك أثناء زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمقره ببروكسيل عام .2001 ويرى مراقبون للشأن الأمني أن زيارة المسؤول في حلف الناتو للجزائر، التي جاءت بعد زيارة مماثلة قادته إلى المملكة المغربية، تندرج في سياق تقريب التعاون والتنسيق الأمني بين الجزائروالرباط خصوصا فيما يتعلق بمنطقة الساحل الإفريقي التي تشهد توسعا مخيفا لنشاط التنظيمات الإرهابية، خصوصا أن التقارير الواردة تشير إلى وجود تحالف ثنائي خطير جمع هذه التنظيمات وعلى رأسها ''القاعدة'' بعدد من عصابات تهريب المخدرات التي كثفت من نشاطاتها على هذا المحور، لاسيما أن نسبة كبيرة من المخدرات المغربية يتم تهريبها من تراب المملكة نحو هذا المحور بدعم وتغطية من الجماعات المسلحة، وهو الأمر الذي ينذر بتطور خطير لنشاطات الجريمة المنظمة وتهريب السلاح بهذه المنطقة في ظل ضعف التنسيق الأمني بين دول الجوار والمغرب تحديدا الذي يصر على ربط التنسيق الأمني لديه بملفات سياسية أخرى على رأسها ملف الصحراء الغربية.