في مصادفة لا تحدث إلا في عالم ''بني كلبون''، اصطبحت بخبرين صحفيين في منبرين متشابهين ''طبعا'' وطبخا، وكلا الخبرين يتعلق بالكلاب وما ''نهشت'' من نحاف قومنا، فالأول يتعلق بحدث ''كلبي'' احتضنته ولاية سوق اهراس، حيث قام قطيع من الكلاب ''المفترشة'' للغياب الرسمي بتمزيق الأطراف السفلية لطفل صغير كان متجها إلى المدرسة قبل أن تباغته كتيبة من عشرين كلبا مشردا فنهشته إربا إربا· أما الخبر الثاني فقد جاء من ولاية تبسة وبطله كلب واحد نهش عشرين مواطنا، يعني ولاية كاملة، ليتم القضاء على المعتدي وفصل رأسه بعد تدخل قوات الحلف ''الأطلنطي''·· الخبران الكلبيان ليسا تأليفا تهكميا يشكك في قدرة فصيلة الكلاب على نهش و''انتهاش'' العزل متى جاعت، لكنه واقع ''أباضه'' الغياب الرسمي عن ساحة العض والنهش· فالسلطة التي لا يظهر ''حجاجها'' ولا سيفه ''السحري'' إلا بعدما يقع الفأس في الرأس سلطة تعيش في الهامش المفتوح على رد الفعل الذي لا يكون، ما لم يكن هناك فعل ومفعول فيه يشهد بأن ''الكلب'' وأولاد ''الكلب'' فعلوها فيه··سواء تعلق الأمر بنهش الكلاب للعزل، أو تعلق بنعش آبار وبنوك النفط، فإن القاسم المشترك بين ''النهشين'' و''النعشين'' أن السلطة عندنا لا مكان لديها لاستقراء الخطر قبل حدوثه، فالفيضان لا يسمى فيضانا إلا بعدما تغرق ''غرداية'' وباب الواد، والزلزال لا يكون زلزالا إلا بعدما تتحول ''زموري'' إلى مقبرة، والكلاب لا خطر منها إلا إذا تجمهرت وعضت طفلا أو شيخا أو بنكا·· والنتيجة أنه لم يحدث أن ''عُزل'' كلب قبل أن ينهش أو يسطو أو يسرق·