خرج سكان حي الرملي الواقع ببلدية السمار صباح أمس، في موجة احتجاجات عارمة للتعبير عن تذمرهم الصريح حيال سياسات التهميش واللامبالاة التي تنتهجها الجهات الوصية عند تعاطيها مع ملف ترحيلهم من الأحياء الفوضوية. تسببت الانتفاضة القوية للسكان التي هزت المنطقة، في قطع الطريق المحاذي للحي مما استدعى تدخل قوات الأمن لتطويق موجات الغضب قبل انفلاتها. وكشف شهود عيان ل''البلاد''، أن ''ما حدث اليوم في الحي لم يشهد عملية ترحيل شرعية منذ الثمانينيات، عبارة عن رسالة مشفرة للمسؤولين بهدف إيقاظهم من سباتهم لا غير، أما نقل الاحتجاج مستقبلا فسيكون أشد قوة''، في إشارة منهم إلى أن الانتفاضة ستتكرر بسيناريو عنيف وتهديدات المتضررين من فوضى الأحياء القصديرية واضحة. كما ذكرت مصادرنا أن ''الاحتجاج الذي تغذى من أحداث حي ديار الشمس المنصرمة، قد انتهى بتوقيف العديد من المنتفضين من طرف قوات الأمن التي طوقت المكان''، مضيفين ''أن الأوضاع المعيشية للسكان مزرية وأحسن تعبير عن الانشغالات التي لم تجد آذانا صاغية من المسؤولين هو الخروج في احتجاج عارم لنقل الصورة الواقعية للمعاناة، فالدافع بعيد تماما عن التسبب في أحداث شغب كما يروج إليه البعض''. وقد اقتحمت ''البلاد'' سكون حي الرملي بالرغم من محاولة الكثيرين إبعادنا عن المنطقة، على خلفية خطورته وصعوبة التنقل إليه، وقد وقفنا على صور تعكس المستوى المتدني للعيش ببيوت قصديرية، أقرب للأكواخ عن مفهوم المنزل المعروف، فمن الطفولة التائهة بين النفايات المنتشرة حول البيوت وصولا إلى الشريحة الشبانية المنغمسة في عالم البطالة أو الهروب من الواقع عن طريق عقلية ''عمّر الراس يتنحى الدمار''، والتي تتمثل في تعاطي مختلف المواد المخدرة. في الحقيقة كان الوضع كارثيا بالحي، على المستوى الصحي للسكان أو الاجتماعي، وإصلاح المجتمع قصد تفادي الوقوع في بركان ''الغليان الشعبي'' ينطلق من خطوة الالتفات الجاد للجيل الضائع بين هذه البيوت الفوضوية، وبدل نعته ب ''المتخلف'' وتصنيف مطالبه في الرفوف لابد من تنسيق الجهود وتكثيفها على مستوى الهيئات والمنظمات الفاعلة في المجتمع لإيجاد صيغة نهائية لمسلسل معانتهم. وتجدر الإشارة إلى أن والي العاصمة قد وجّه تعليمة لكافة الولاة المنتدبين بالدوائر الإدارية بهدف اتخاذ كافة الإجراءات لكبح حركة المواطنين للمطالبة بعمليات ترحيل مثل التي شهدها حي ديار الشمس سابقا.