تشهد المصالح الطبية المتخصصة في أمراض السرطان في عدد من مستشفيات الوطن، حالة طوارئ لندرة دواء ''الأرسبتين'' الذي يتلقاه مرضى سرطان الثدي دوريا بعد خضوعهم للعلاج الكيميائي. وتبين من خلال الجولة الاستطلاعية، التي قادت ''البلاد'' إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن المرضى الذين يتلقون جرعات من ''الأرسبتين''، كل 21 يوما، يعيشون حالة من الهلع والخوف بسبب اختفاء الدواء بشكل مفاجئ، الأمر الذي غذّى حالتهم الهستيرية وحصرهم في شكوك وتساؤلات مبهمة حول الآثار المحتملة الوقوع مستقبلا بعد انقطاعهم عن تناول الدواء. وأبدت كريمة.ق، 32 سنة، المصابة بمرض سرطان الثدي، تخوفاتها من استمرار الأزمة قائلة: ''إن الوضع مقلق وخطير، واختفاء الدواء بطريقة مفاجئة من السوق يثير العديد من التساؤلات''، مضيفة ''عندما يتعلق الأمر بالشأن الصحي معنى ذلك أن الحديث صار حول قطاع حساس، لذلك يتعين على وزارة الصحة أن تتعاطى مع المسألة بشكل إيجابي وتأخذ بعين الاعتبار صحة المرضى''. أما وحيدة.غ، القادمة من ولاية سطيف لأخذ جرعتها الشهرية من هذا الدواء، فقد أبدت هي الأخرى امتعاضها من انعدامه بالقول: ''لقد قطعت كل هذه المسافة لكي أفاجأ بعدم توفر الدواء دون تقديم أي تفسير مقنع عن الوضع''، مشيرة إلى أن ''إدارة المصلحة المختصة لم تأخذ على عاتقها مسؤولية توضيح الأمور للمرضى الذين قدموا من العديد من ولايات الوطن لتلقي العلاج''. وحول الآثار التي قد تنجم عن الانقطاع عن تناول دواء ''الأرسبتين'' من طرف مرضى سرطان الثدي، كشف البروفيسور كمال بوزيد، رئيس مصلحة أمراض الأورام السرطانية بمصلحة بيار وماري كوري بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في حديث ل''البلاد'' أن ''انعدام الدواء سيؤثر على منحى عملية علاج المرضى''، مؤكدا أن ''استمرار أزمة ندرة الدواء المذكور لأسابيع أخرى، سيؤثر سلبا على فترات العلاج ويشلها نهائيا''. ودعا بوزيد الهيئات المعنية إلى ضرورة إيجاد حل للإشكال المطروح والتصرف الفوري لعدم تعريض عمليات علاج المرضى لمثل هذه الانقطاع التي تؤثر على المردود الصحي للمعني . من جهته، أعاب رئيس نقابة الصيادلة، مسعود بلعمري، على عمليات توزيع وتسيير الأدوية في السوق الجزائرية عموما، وذكر في اتصال جمعه ب''البلاد'' أمس، أنه ''لا بد من تحرك جدي لتجاوز أزمة ندرة الأدوية بجميع أشكالها لتفادي تعريض المريض للضغط النفسي من جهة، وتعقيدات صحية خطيرة جراء عدم توفر الدواء المضاد من جهة أخرى''. وقد أورد موقع ''صحة أورونتي.كوم''، تقريرا صحيا حول دواء ''الأرسبتين''، تناول التركيبة الكيميائية للدواء والحالات التي يمكن استعماله فيها، إلى جانب ذكر الآثار الجانبية التي قد تنجم عن تناوله. كما قدم شرحا مفصلا حول الأعراض التي سترافق عملية مقاطعة الدواء بشكل مفاجئ، حيث أفاد بأن عدم تناول الدواء في التوقيت المناسب يستلزم معاينة طبية لتفادي العديد من الآثار غير المرغوب فيها كسرعة ضربات القلب، آلام حادة في الصدر، طفح جلدي، ضيق التنفس، دوار، حمى، وهن، صداع شديد من الميل إلى الغثيان أو التقيؤ، وانقباض في الحنجرة.