احتضنت مصلحة مرضى السرطان بالمستشفى الجامعي عبد القادر حساني في ولاية سيدي بلعباس حفلا تكريميا لثمانية أشخاص من مرافقي مرضى السرطان حتى اللحظات الأخيرة من حياتهم، ونظمت المبادرة جمعية “أمل في الحياة” لمساعدة مرضى السرطان لتشجيع مرافقي المرضى خاصة الأزواج على العناية بالمرضى والتكفل بهم تساهم الجمعية، حسب ما صرّح به أمينها العام، ب 50 بالمئة في تكاليف العلاج بالنسبة للمرضى المنخرطين في الجمعية وكذا بنسبة 100 بالمئة بالنسبة للمرضى عديمي الدخل، فضلا عن قيامها بحملات تحسيسية للمواطنين حول مرض السرطان، الذي يودي بحياة 50 شخصا يوميا على المستوى الوطني و3 وفيات أسبوعيا بالولاية. وتهدف الحملات التحسيسية إلى التوعية بإجراء الكشف المبكرة للمرض من أجل تسهيل المهمة العلاجية، ومن ذلك القيام بحملات تحسيسية داخل الإقامات الجامعية للإناث بهدف توعيتهن حول سرطان الثدي، الذي بات يحصد مئات الأرواح من النساء من مختلف الفئات العمرية. وأضاف المتحدث أن المرض في بلادنا وعلى عكس الدول الأخرى، أصبح يهدد صحة النساء اللاتي يتراوح سنهن ما بين 20 و30 سنة، بدليل اكتشاف العديد من الحالات في بدايتها خاصة بهذه الفئة الأمر الذي يدعو إلى ضرورة إجراء الكشوف المبكرة. وللإشارة، فإن جمعية أمل في الحياة لمرضى السرطان بسيدي بلعباس تضم 854 مريضا منخرطا من كافة الفئات العمرية وكذا من كلا الجنسين، أما مصلحة أمراض السرطان التابعة للمستشفى الجامعي فقد استقبلت منذ افتتاحها منذ سنتين 653 مريضا، وسجلت 213 حالة وفاة. وحسب الدكتورة يقرو، رئيسة المصلحة، فإن عدد المرضى قد تزايد بثلاثة أضعاف بالمصلحة منذ سنة 2008، حيث سُجل سنة 2009 لوحدها 375 مريضا منهم 170 يعالجون بالمصلحة بالعلاج الكيميائي بصفة دورية، في حين يتم توجيه البقية من ذوي الحالات المتقدمة إلى مستشفى وهران لإجراء العلاج بالأشعة. وتضيف ذات المتحدّثة أنّ مشكل ضيق مقر المصلحة وانعدام مخبر للتحاليل خاص بمرضى السرطان يصعب من مهمة التكفل الجيد بالعدد الكبير للمرضى، ناهيك عن مشكل الأسعار المرتفعة للأدوية على غرار دواء “نكسفر” الذي يكلف 44 مليون سنيتم، ودواء “آرسبتين” البالغ سعره 21 مليون سنيتم الذي توفره المصلحة للمرضى. وأكدت الدكتورة أن غياب الدواء المرتبط بثمنه يؤخر من العلاج ويدخل المرضى في حالة من الانتظار تفاقم من وضعيتهم الصحية، الأمر ذاته بالنسبة لكبسولات “بيوسفامات” المسكنة للآلام في المراحل المتقدمة من المرض والتي يفوق سعرها 4،5 مليون سنيتم، هذه الأخيرة والتي يصعب على المريض اقتناؤها نظرا لعدم خضوعها لنظام التعويضات من قبل مصالح الضمان الاجتماعي، الأمر الذي يزيد من معاناة مرضى السرطان الذين تستوجب وضعيتهم التفاتة جدية من طرف الجهات المعنية.