أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عشية الاحتفال باليوم العالمي لمرض ''الملاريا''، أنه لم تسجل أي حالة وفاة بهذا الداء في الجزائر منذ سنة ,2003 بفضل تطبيق البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا الذي يسعى لتقليص نسبة الإصابة انطلاقا من سنة 1977 إلى مستويات أقل. وحسب إحصائيات، كشفت عنها وزارة الصحة بناء على معطيات توصل إليها مخبر المعهد الوطني للصحة العمومية، فقد سُجل انخفاض في عدد الإصابات منذ سنة ,2003 حيث بلغ عدد الحالات المسجلة والمؤكدة 427 حالة لينخفض إلى 299 حالة في سنة ,2005 قبل أن يستقر في حدود 196 حالة سنة .2008 وأوضحت وزارة الصحة أن ''تطبيق هذا البرنامج الذي أُعدّ بالتنسيق مع المنظمة العالمية للصحة، سمح بتقليص مستوى استيطان الوباء وكذا تقليص نسبة انتشاره والوفيات الناتجة عن الإصابة بهذا المرض''. كما أظهرت المعطيات المتعلقة بمراقبة الوباء أن ''عدد الحالات خلال العشرية الأخيرة قد انخفض بشكل محسوس وينحصر فقط في الملاريا المستوردة، التي تمثل أكثر من 90 بالمائة من حالات الملاريا''. إلى جانب ذلك، أحصت مصالح الوزارة حالات لوباء الملاريا الأصلية منها حالتان سجلتا سنة 2004 بولاية غرداية، وتسجيل 26 حالة في سنة 2007 بمنطقة تين زواتين أقصى جنوب البلاد، و3 حالات سنة .2008 غير أن السلطات العمومية استطاعت التحكم في هذا النوع من الملاريا باعتماد إجراءات وقائية وعلاجية مناسبة. للعلم، فإن هذا المرض الذي يتعين التصريح به في الجزائر كان يعتبر مشكلا كبيرا غداة الاستقلال، وقدر معدل الإصابه به 70 ألف حالة سنويا من سنة 1952 إلى سنة .1962 وحسب توضيحات وزارة الصحة، أسفر تطبيق البرنامج الوطني لمحاربة الملاريا في سنة 1968 عن نتائج ''جد مطمئنة'' لا سيما وقف تنقل العدوى إلى مناطق واسعة من الوطن وانخفاض مستوى استيطانية الوباء الذي تحول إلى نسبة ضعيفة جدا منذ سنة .1977 وبخصوص قرارات السنة 2010 في إطار البرنامج الوطني لمحاربة الملاريا، تتمثل في المراقبة الوبائية وتدعيم نشاط الكشف الدموي ومراقبة جودة التشخيص عبر التراب الوطني. كما تم اتخاذ عدة إجراءات لسنة 2010 منها تطوير التكفل العلاجي لحالات الملاريا من خلال معايرة العلاج والاستفادة من المعارف عن طريق القيام بدورات تكوينية وإعادة تأهيل العاملين في قطاع الصحة الذين تم إشراكهم في عملية محاربة الملاريا، وكذا تدعيم مراقبة الحشرات وتكثيف عمليات الوقاية من الملاريا المستوردة. وتعتبر الملاريا التي تخلف أكثر من مليون حالة وفاة كل عام في العالم عند الرضع والأطفال الصغار والنساء الحوامل أساسا، مرضا طفيليا متنقلا عن طريق لدغة بعوضة الملاريا الأنثى مسجلة ما يقارب 500 مليون شخص في 109 بلدان من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. ويتم الاحتفال باليوم العالمي لمحاربة الملاريا يوم 25 أفريل من كل سنة.