يقول موسى تواتي إنه مارس السياسة من أجل الوصول بأفكار معينة إلى أرض الواقع، تلك الأفكار التي يؤمن بها ويسعى إلى تجسيدها، لأن السياسة في نظره تحمل أهدافا وغايات يعمل على تطبيقها عن طريق برامج ومشاريع يراها مناسبة للمجتمع. كما يصرّ على أن السياسة تمارس كعامل لإقناع الغير وهو أمر ليس بالهين. ويضيف تواتي أن فكرة ممارسة هذا الفن النبيل جاء من عدم رضاه على ممارسات معينة طيلة سنوات مضت، بصفته ابن شهيد. فمن هو موسى تواتي الذي أسس منظمتين لم يستطع الحفاظ عليهما، وأنشأ حزبا كثر فيه خصومه أو بمن يعرفون بالتصحيحيين؟ هو موسى بن لخضر بن تواتي من مواليد 03 أكتوبر 1953 بمدينة بني سليمان بولاية المدية، استشهد والده سنة 1958 وهو لا يتجاوز 5 سنوات، ينتمي إلى أسرة مكونة من سبعة إخوة يأتي في المركز الرابع من حيث السن، متزوج و أب ل3 أولاد، ولد وبنتان. تربى وتكون في مركز أبناء الشهداء من سنة 1963 إلى غاية ,1971 وكان من بين الدفعات التي بعث بها الرئيس الراحل بومدين إلى سوريا وليبيا لتلقي تكوين خاص. مارس كرة القدم في فريق شباب بلوزداد في صنفي الأشبال والأواسط. وفي سنة 1978 التحق تواتي بسلك الجمارك إلى غاية 1984 ليلتحق بصفوف الأمن العسكري حيث اشتغل 4 سنوات. كانت بدايته السياسية في إطار النضال الجمعوي عندما أسس المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء سنة ,1988 حيث اقتصر نضاله في تلك الفترة على العمل الفئوي. لكن نشاط موسى تواتي على مستوى المنظمة لم يتواصل بالطريقة التي كان يريدها بسبب الصراعات على مستوى الحزب الواحد آنذاك، التي كانت تتعارض مع إرادته في أن تكون المنظمة مستقلة عن الحزب، مما اضطره إلى تأسيس في سنة 1991 التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، غير أنه تعرض لعدة مشاكل مع الأعضاء القياديين في التنسيقية. وبتاريخ 12 نوفمبر 1998 تم الشروع في التحضير الجدي لتأسيس حزب وطني هدفه بناء دولة يسودها العدل والقانون. وفي 17و18 جوان 1998 انعقد مؤتمر الحزب وتحصل على الاعتماد بتاريخ 3 سبتمبر 1999 تحت اسم حزب الجبهة الوطنية بقيادة موسى تواتي، ليشارك في استحقاقات 2002 وتحصل على 8 مقاعد بالمجلس الوطني الشعبي. وفي نفس السنة تحصل على 553 مقعدا في الانتخابات المحلية. وفي سنة 2007 تحصل على 15 مقعدا بالمجلس الوطني و18593 على المستوى المحلي. وقد أسهمت تشريعيات 2007 في نقل جبهة تواتي إلى مستوى آخر من الحضور السياسي، وتمكنت الجبهة للمرة الأولى من تشكيل كتلة برلمانية بعدما حازت على 15 مقعدا في البرلمان عوض ثمانية مقاعد كانت تحوزها في العهدة البرلمانية السابقة. عارض موسى تواتي تعديل الدستور في 12 نوفمبر الماضي مما كلفه سلسلة من الهزات الداخلية في الحزب بما عرف بالحركة التصحيحية، خاصة عندما تمكن خصومه في الأفانا من الحصول على ترخيص لعقد اجتماعاتهم في كل من ولايات عين الدفلى، وهران، سطيف، الأمر الذي أسال العرق البارد لتواتي، الذي يحضر له خصومه خلطة سحرية تحيله على التقاعد بعد انتخابات 9 أفريل.