يستعد المسرح الوطني محي الدين باشطرزي لتنظيم طبعة 2010 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي يرتقب أن يشارك فيه عدد هام من المسرحيين. وعملت لجنة التنسيق المشكلة من محافظ المهرجان محمد بن قطاف والأساتذة إبراهيم نوال وناصر خلاف ومحمد بوكراس، على دعوة عدد كبير من المسرحيين العرب المشارقة والمغاربة. ويناقش الملتقى العلمي لطبعة هذا العام موضوع توظيف التراث في المسرح المغاربي من خلال الحديث عن طرق توظيف التراث وحضوره في المسرح، إضافة إلى موضوع ''المسرح ما بين التراث والنظريات المسرحية الجديدة''. واختار المنظمون مناقشة هذه الزاوية كون التراث يعد شاهدا على عراقة المجتمع وأصالته، رغم تعدد مصادره من أمثال وقيم وأعمال وأشكال. و''يشكل هذا المزيج الفني الذاكرة المتفاعلة للأمة الحية، وفي المسرح لا بد أن تكون هذه الذاكرة حاضرة وفاعلة بما تجمعه من مدلولات وعلاقات''. وفي هذا الإطار، ينشط الناقد المسرحي الكويتي نادر القنة محاضرة تحت عنوان ''الموروث في المسرح المغاربي.. بين الأنشطة الإيديولوجية والتغيرات الهيروميثوتيكية من منظور مشارقي''. ويتلخص موضوع هذه المداخلة في أنه أمام الفجوة الثقافية بين مشرق الوطن العربي ومغربه وبين سطوة القرار السياسي الثنائي المزدوج بين ضفتي الوطن، يجد التكنوقراط من النقاد والاختصاصيين أنفسهم في وضع اغترابي أمام حضور التراث في العرض المسرحي المغاربي، فأحيانا يتقدم بالتواصل والتفاعل مع صياغات العرض، وأحيانا أخرى يؤدي إلى تفسيرات إيديولوجية مغايرة ومليئة بالطروحات المقصودة وتأويلات لا تنسجم مع طبيعة الحالة الذاتية المثيولوجية، وفي كل الأحوال، حسب الناقد الكويتي، ''يتوقف التلقي النقدي الأكاديمي والانطباعي عند حدود جماليات العرض دون الدخول في أنسقته الإيدلوجية وكأن ذلك التراث ليس جزءا أصيلا من التكوين الابستيمولوجي للمتلقي''. من ناحية أخرى، تدخل 14 مسرحية غمار المنافسة الرسمية، إلى جانب عروض لفرق من المغرب وتونس وسوريا والعراق وليبيا والسعودية والسودان وبريطانيا. ومن بين الأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية، مسرحية ''نزهة في الغضب'' للمسرح الوطني ''والنافذة'' لمسرح وهران الجهوي و''على أسوار المدينة'' للمخرجة ''صونيا'' ممثلة لمسرح سكيكدة. كما يشارك المسرح الجهوي لبجاية بمسرحية ''رجال يا حلالف'' التي أعاد إخراجها مؤخرا عمر فطموش، إضافة إلى مسرحية ''لحظات مسرح'' للمسرح الجهوي بتيزي وزو، و''لالة'' و''دوريان غراي والدقائق العشرون'' لمسرح مدينة معسكر.