تستعد الجزائر لتسجيل عودتها الرمزية كمصدر للحبوب وهذا لأول مرة منذ عام 1967 ومن المنتظر أن تبحر أول باخرة محملة بالشعير عالي الجودة إلى مجموعة من الزبائن، حسب ما أعلنه مدير الديوان المهني للحبوب نور الدين كحال أول أمس الخميس. وأشار السيد كحال، على هامش التوقيع على اتفاقية لتمويل إنجاز صوامع ومطامر جديدة لتخزين الحبوب في بلادنا مع بدر بنك، أنه تم تعبئة ما يعادل شحنة سفينة من الشعير بالروبية التي سيتم تحويلها إلى ميناء الجزائر خلال الأيام القليلة المقبلة، على أن تتم أول عملية تصدير في غضون 7 إلى 10 أيام. وأكد المتحدث في الحفل المنظم بمقر وزارة الفلاحة بهذا الخصوص أن الديوان يتابع بدقة العملية لضمان نجاحها قائلا ''لانريد الفشل لهذه العملية لأنه سيكون لها آثار سلبية على مسار التصدير، خصوصا أننا نخطط لأن نصبح مصدرا على الأمد البعيد''. وذكر مدير الديوان أن 12 مؤسسة دولية كانت قد سحبت دفتر الشروط من أجل إعادة شراء هذا الفائض. وأوضح أن 6 مؤسسات أجنبية من أوروبا وأمريكا اللاتينية قد قدمت اقتراحات أسعار من أجل شراء كل الكمية الفائضة من الشعير التي تملكها الجزائر، بالنظر لنوعيته الرفيعة، لا سيما رطوبته التي لا تتجاوز نسبة 9 بالمائة التي تعد الأمثل وأكد أن ''هذه الصادرات ستستمر'' لأن الجزائر ''تعرف فائضا هيكليا وغير ظرفي'' من الشعير. وأعلن سابقا عن اهتمام ليبي بشراء 4 ملايين قنطار من الشعير الجزائري، لكن لم يعلن عن نتائج المفاوضات. وتنص الاتفاقية الموقعة بين الرئيس المدير العام لبنك الفلاحة والتنمية الريفية بوعلام جبار والمدير العام للديوان الجزائري المهني المشترك للحبوب نور الدين كحال، على منح قرض تمويل بقيمة 33 مليار حددت مدة تسديده بثلاثين (30) عاما وقدرت نسبة الفائدة ب1 بالمائة. وأعلن مدير بدر بنك بوعلام جبار عن تحويل الشبكات الموحدة التي فتحت على مستوى تعاونيات الحبوب والخضر الجافة إلى وكالات مصرفية دائمة لبنك الفلاحة والتنمية المحلية قصد تقريبها من الفلاحين. فيما أشار وزير الفلاحة إلى خطط الوزارة لاقتناء 5000 آلة للحصاد والدرس على امتداد عشر سنوات من قبل تعاونية الحبوب وتطوير الرش المحوري. وأعلن أنه سيتم توقيع اتفاقين آخرين للتمويل بين بنك البدر وشركة التسيير والمساهمة للإنتاج الحيواني من أجل إنشاء غرف للتبريد ومراكز للذبح وتثمين اللحوم الحمراء. كما أشار الوزير إلى مساعي إلى تشجيع الجزائريين للعودة لاستهلاك الشعير في المنازل لمزاياه الغذائية، مشيرا إلى أن ذلك شيئا جيدا لأن استهلاك الشعير في النظام الغذائي يعود بالفائدة على بلادنا من خلال تراجع واردات القمح الصلب واللين.