شرع العديد من المواطنين الجزائريين في الإقبال على شراء عملة الأورو على مستوى السوق السوداء، للاستفادة من تداعيات الأزمة الأوروبية التي كانت وراء تراجع الأورو مقابل الدولار إلى مستويات هامة في التعاملات الرسمية، وهو الأمر الذي أدى إلى انعكاسات سلبية وإيجابية بدأت تظهر تباعا على اقتصادات البلدان التي تتعامل مع أوروبا. وعلى الرغم من أن قيمة العملة الأوروبية لم تشهد بعد، مستوى هاما من الانخفاض في السوق الموازية في الجزائر بيعا وشراء، على اعتبار أن نسبة الانخفاض لم تتجاوز 3 بالمائة، كما هو الشأن بالنسبة لفضاء تبادل العملة الصعبة الموجود بشارع عبان رمضان في العاصمة، إلاّ أن مستوى التعاملات بدأ يعرف بعد بضعة أيام فقط من بروز نتائج الأزمة في أوروبا، نوعا من الانتعاش، حيث يقبل المواطنون على شراء الأورو لإعادة عرضه للبيع بعد عودته لمستوياته السابقة من أجل الاستفادة من فارق السعر. وفي انتظار ذلك، يفضل العديد من المواطنين، حسب ما أكده أحد الناشطين في السوق السوداء للعملة الصعبة ''للبلاد''، الانتظار وتأجيل شراء العملة الأوروبية الموحدة إلى مراحل لاحقة، على اعتبار أنهم يعتقدون أن انخفاض الأورو سيتواصل بضعة أسابيع، وسيعرف خلالها تراجعا مهما لم يشهده منذ انطلاق تداوله رسميا. وأشار إلى أن هؤلاء المواطنين يداومون على متابعة أسعار العملة الصعبة وتقلباتها بشكل يومي قصد تحديد الوقت المناسب لشرائها قصد تحقيق أكبر الأرباح. وبالموازاة، اعتبر المتحدث أن الفضاء الحر لتداول العملة الصعبة أو ما يعرف بالسوق الموازية هو المجال المناسب لممارسة مثل هذه النشاطات، على الرغم من المخاطر العديدة التي تهدد المتعاملين على غرار تحولها إلى سوق للتداول والترويج للأوراق النقدية المزورة لاسيما بعد انتشار شبكات متخصصة في هذا المجال. وأشار المتحدث ذاته إلى أن المواطنين غالبا ما يُدفعون إلى التعامل على مستوى السوق السوداء للعملة الصعبة تفاديا للإجراءات الإدارية المعقدة التي تُفرض عليهم عند اللجوء إلى الطرق النظامية في المصارف والمؤسسات المالية. في حين -يضيف محدثنا- يمكن للراغبين في شراء العملة الصعبة أو بيعها إجراء صفقاتهم بكل حرية بالسوق السوداء.وأوضح المتحدث أن من يلجأ إلى هذه الطريقة يهدف أيضا إلى الحصول على طلبه في ظرف سريع، حيث يكون الطابع الاستعجالي هو الغالب عليهم، لينوه أن حالات وقوع المتعاملين في هذه السوق ضحية شبكات تزوير النقود تظل ضئيلة انطلاقا من أنهم يكتسبون الخبرة بفضل تكرار التعاملات، فضلا عن كونهم عادة ما يتعاملون مع نفس الأشخاص الأمر الذي يتحول إلى نوع من الضمان المعنوي.