مواطنون ببومرداس ألقوا القبض على لص ''عادي'' سلب امرأة قلادتها، وبدلا من أن يقدموه للشرطة ومنه إلى العدالة التي ستحوله إلى سجن فيه الأكل والشرب بالإضافة إلى الاستمتاع بالنقل المباشر لتصفيات كأس العام، اهتدى المواطنون إلى تعليق المعني بعمود كهربائي حتى يصبح عبرة لمن ''سرق''.. الفكرة قديمة وهي من الأثر، فالسابقون كانوا يربطون اللص فوق حمار ويركبونه في وضعية مقلوبة ليجوبوا به الأسواق عاريا مع توفير حق ''البصق'' الدستوري في وجه السارق، والهدف أن يفضح اللص فيصبح بلا وجه. وهي العملية التي تم إحياؤها ببومرداس بعدما حل العمود الكهربائي محل الحمار، ونكاد نجزم بأن اللص الذي تعرض لتلك العقوبة التاريخية سيتوب ولن يظهر وجهه ثانية، كما أن فصيلته من اللصوص ستفكر ألف مرة في طول وضغط الأعمدة الكهربائية قبل التفكير في الاعتداء على أي مواطن ببومرداس. فالعقوبة لم تعد سجنا فيه الأكل والشرب ''باطل'' ولكنها عمود كهربائي متربص بأي مغامر.. تعميم قِصاص الأعمدة الكهربائية على اللصوص الكبار سيحل أزمة الفساد التي نخرت البلاد. وما تعرض له لص بومرداس البسيط، لو تم تطبيقه على كافة مجالات الفساد، فإننا لن نسمع بعدها أن مسؤولا تجرأ على مد يده للمال العام، فالأعمدة الكهربائية التي استثمرت فيها الحكومة في تنمية ''التهيئة'' العمرانية، وفرت لكل واحد منا أكثر من عمود كهربائي، إما أن يستنير به إن كان صالحا أو يعلق فيه إن كان طالحا، ولنا حرية اختيار أي الأوضاع أنسب.. ترى من له الجرأة بعد الآن على أن يسرق في بومرداس بعدما اهتدى المواطنون إلى قصاص الأعمدة الكهربائية بدلا من قصاص سجن بخمس نجوم..؟