فشل المخرج الجزائري رشيد بوشارب في نيل رضى لجنة تحكيم الدورة الثالثة والستين لمهرجان ''كان'' السينمائي، ولم يتمكن فيلمه ''الخارجون عن القانون'' من نيل أي من جوائز المهرجان رغم الضجة التي أثارها، وترشيحه من قبل النقاد للتتويج نظرا للجانب الفني الكبير الذي يتمتع به العمل وتمكنه من تصوير فترة من التاريخ الجزائري باحترافية عالية. وأسفرت مساء أول أمس مداولات لجنة تحكيم ''كان'' التي ترأسها المخرج الأمريكي ''تيم بورتن''، عن فوز فيلم ''العم بونمي الذي يستطيع أن يتذكر حياته السابقة'' للمخرج التايلاندي ''أبيتشاتبونغ ويراسيتاكول'' بالسعفة الذهبية كأحسن فيلم. ويعالج هذا العمل الاستكشاف الروحي لقضايا تتصل بالتناسخ لمزارع ميسور الحال يواجه موته الوشيك، بينما حل فيلم ''عن الإله والرجال'' للمخرج الفرنسي ''كزافييه بيفوا'' في المركز الثاني حاصدا الجائزة الكبرى، حيث يعود هذا الفيلم إلى قضية مقتل ''رهبان تيبحرين'' في الجزائر سنوات التسعينات. ومنحت جائزة أحسن ممثل مناصفة للإسباني ''خافيير بارديم'' عن دور الأب الذي يواجه الموت في فيلم ''بيوتيفول'' للمخرج ''أليخاندرو غونزاليس إيناريتو''، والإيطالي ''آليو جيرمانو'' عن دوره كمقاول بناء شاب يربي أبناءه بنفسه في فيلم ''لا نوسترا فيتا''. أما جائزة أحسن ممثلة، فنالتها الفرنسية ''جوليت بينوش'' عن دورها في فيلم ''نسخة مطابقة للأصل'' للمخرج الإيراني عباس كياروستامي. وحصد الفرنسي ''ماثيو أمالريك'' جائزة أحسن مخرج عن فيلمه ''في رحلة'' الذي يحكي قصة شخص يقود فرقة من الراقصين في رحلة عبر أقاليم فرنسا، في حين توج فيلم ''شعر'' للمخرج الكوري ''لي تشانغ دونغ'' بجائزة أفضل سيناريو، ويروي هذا العمل قصة امرأة تبحث عن معنى بعدما مرت بتجربة فقدان طفلها. ووفق المخرج التشادي محمد صالح هارون في أول مشاركة لبلاده في ''كان''، حيث تحصل على جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه ''رجل يصرخ'' الذي يحكي قصة رجل تم تجنيد ابنه في الجيش ليقاتل من أجل وقف تقدم قوات المتمردين في الحرب الأهلية التي شهدتها التشاد. ومنحت جائزة ''الكاميرا الذهبية'' عن أفضل فيلم يعرض لأول مرة، للمخرج الأسترالي ''مايكل رو'' عن فيلمه ''سنة كبيسة''. من ناحية أخرى، تعرض ''الخارجون عن القانون'' الذي يعد الفيلم العربي الوحيد المشارك في مهرجان ''كان''، إلى موجة انتقادات واسعة من قبل اليمين المتطرف الفرنسي الذي طالب بسحبه من المنافسة الرسمية ومنع عرضه، في حين خرج الآلاف من ''الحركى'' وقدامى المحاربين يوم عرض الفيلم، في مظاهرات منددين ب''تزوير رشيد بوشارب للوقائع التاريخية وتصويره الجيش الفرنسي في شكل منظمة إرهابية ارتكبت أبشع المجازر في الثامن ماي .''1945 وكان النائب اليميني الفرنسي ''ليونال لوكا'' المعروف بمواقفه المعادية للعرب، قد قام بحملة ضد الفيلم بدأت منذ الإعلان عن السيناريو، مبررا موقفه بما ادعى أنها مغالطات تاريخية تضمنها الفيلم، ودافع عن الجيش الاستعماري الفرنسي بقوله ''حتى إن كانت السلطات العسكرية الاستعمارية مارست قمعا في أحداث الثامن ماي 1945 فإن القمع كان ردا على اعتداء قام به مسلمون جزائريون ضد مواطنين فرنسيين''، على حد تعبيره.