أعلن رئيس منظمة الإغاثة الإنسانية التركية بولند يلدرم عن تأجيل موعد إنطلاق أسطول الحرية من ميناء أنطاليا التركي باتجاه شواطئ قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على سكانه منذ ما يقارب الأربع سنوات، وقال المتحدث التركي الذي تشرف هيئته على تحضير القافلة إن انطلاق وفود السفن المشاركة باتجاه المياه الدولية سيكون اليوم الأربعاء، وهو التأجيل الثاني الذي تعلنه الجهات المنظمة لقافلة شريان الحياة 4 بعد ذلك الذي تم السبت الماضي، وأرجع يلدرم سبب هذا التأجيل المستمر إلى عدم جاهزية السفن الأوروبية المشاركة في الرحلة بعد. من جهته نفى منسق الحملة الأوروبية الفلسطيني الأصل زاهر البيراوي ل''البلاد'' أن تكون هناك أسبابا سياسية تقف وراء قرار التأجيل، مضيفا أن السبب الرئيسي الذي عطل سير القافلة يرجع أساسا إلى تأخر سفينة ''كارل راشيل'' الإيرلندية عن الالتحاق بالأسطول الأوروبي، مضيفا أن آخر اتصال جاءهم من طاقم السفينة أخبرهم بأنها وصلت أمس إلى المياه الإسبانية، وهو ما يؤشر -حسبه- على إمكانية تأجيل الرحلة مرة أخرى إلى ما بعد السبت المقبل باعتبار أن مسافة وصول هذه السفينة إلى قبرص سيستغرق وقتا قد يتجاوز اليومين. وكان الوفد الجزائري المشارك في أسطول كسر الحصار، قد حضر أول أمس تجمعا شعبيا عقده المشاركون في الحملة بمدينة أنطاليا ضم كل وفود الدول المعنية، حيث شهد هذا الأخير تغطية إعلامية كثيفة لفت انتباهها الحضور الجزائري القوي داخل القاعة التي جرى فيها عقد التجمع، خصوصا وأن الوفود العربية الأخرى جميعها فضلت الجلوس في نفس المنصة التي حط بها أعضاء الوفد الجزائري المشكل من نواب وإعلاميين ورجال أعمال وشخصيات ناشطة في المجتمع المدني، وقد تفاعل الجمهور التركي بقوة مع الأهازيج والشعارات التي رددها هؤلاء، لا سيما وأن جلوس الشيخ رائد صلاح والمطران المقدسي هيلاريون كبودجي على المنصة ذاتها إلى جانب أعضاء الوفد أعطى خصوصية للجناح الجزائري داخل القاعة وهو ما جعل إحدى الشخصيات العربية المشاركة تعلق بالقول ''الجزائريون يتركون بصمتهم في أي مكان يحلون به''. بينهم الشيخ رائد صلاح ونائبة عربية في الكنيست الإسرائيلي شخصيات من عرب الداخل تشارك لأول مرة في ''أسطول الحرية'' سيشارك للأول مرة في قوافل كسر الحصار عن قطاع غزة عدد من الشخصيات الفلسطينية المتواجدة داخل الخط الأخضر أو ما يعرف بأراضي 48 أبرزهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية وعضو الكنيست الإسرائيلي النائبة حنين زعبي، إضافة إلى محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني، وممثل عن القائمة الموحدة حماد دعيبس وذكر الشيخ رائد صلاح في ندوة خاصة نظمها الوفد الجزائري بفندق ''كورتاس'' الذي ينزل به المشاركون في أسطول الحرية ''أن المشاركة العربية والإسلامية وحتى العالمية في كسر الحصار المفروض على أهالي القطاع جاءت لتكسر مقولة أن فلسطين للفلسطينيين''. وقال المتحدث خلال الندوة التي حضرتها شخصيات عربية معروفة على غرار مطران القدس السابق هيلاريون كبوجي ومنسق الحملة الأوروبية وعضو منظمة ''فري غزة'' البريطانية زاهر البيراوي، إلى جانب برلمانيين ومناضلين في سبيل القضية الفلسطينية من الأردن ومصر والمغرب وموريتانيا ولبنان وفلسطين وبريطانيا، إن محاولة حصر قضية الدفاع عن فلسطين ومقدساتها بيد الفلسطينيين فقط هو تملص من الواجب الديني والأخلاقي والسياسي الذي تفرضه نصرة القضية على جميع العرب والمسلمين وأصحاب الضمائر الحية في العالم، وطالب بضرورة تكثيف جهود التضامن العربي مع غزةوفلسطين أسوة بالموقف التركي الذي اعتبره بمثابة القاعدة المتينة التي ينبني عليها لمواجهة المشاريع الصهيونية. ولم يتحفظ الشيخ عن الذهاب بعيدا في تقييمه للموقف التركي حين قال ''تيودور هرتزل فكر في مرة من المرات أن تكون تركيا منطلقا للمشروع الصهيوني، لكننا اليوم نعتقد بأن خروج هذه المبادرة من تركيا التي أبدت مواقف مشرفة حيال القضية سيكون بداية لزوال هذا المشروع''، معتبرا أن أسطول الحرية المحمل بالمساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع سيكون مقدمة لعودة أسطول اللاجئين من شتى مناطق الشتات بالعالم إلى أرض فلسطين، مؤكدا أن أي سيناريو تعده اسرائيل لمواجهة السفينة سوف لن يصمد يقينا أمام قوة وعزم وإرادة الصمود التي تحذو المشاركين في القافلة من جهتها، قالت النائبة العربية عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالكنيست الإسرائيلي، إن مشاركة وفد من أراضي 48 في هذه القافلة هو بمثابة كسر مزدوج للحصار المفروض على سكان القطاع. وكذا على أكثر من مليون ونصف عربي فلسطيني يعيشون داخل أراضي فلسطين التاريخية التي احتلتها اسرائيل عام النكبة، ورافعت البرلمانية العربية في اسرائيل عن خيارات النخبة العربية في الداخل التي رات أن تندمج في المشهد السياسي الإسرائيلي للدفاع عن الهوية والكيان العربي من خطر المخطط الصهيوني الرامي لطمس كل معالم شخصية الإنسان الفلسطيني، مضيفة ان إسرائيل نجحت إلى حد كبير في عزل السكان العرب داخلها عن محيطهم وعمقهم العربي والإسلامي، وقد وجدت المتحدثة في حديثها مع الوفد الجزائري فرصة لتوجيه رسالة مفادها ''إننا عرب نريد أن تعاملونا من هذا المنطلق لأن همومنا ومصيرنا واحد''.