أبهر الخطاط محمد همام كل المشاركين في فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي التي تختتم مساء اليوم. ولا يعود هذا الانبهار إلى جمالية اللوحات التي شارك بها في التظاهرة، بل إلى سنه الذي لا يتجاوز الثانية عشرة، فرغم صغره وطراوة أنامله يخطو هذا الشبل بثقة واحترافية ليصبح من كبار فناني الخط العربي في بلادنا برعاية وتشجيع من والده ''عادل'' المتخصص في البرمجة اللغوية العصبية. ويقول الشبل ''محمد'' في حديث جمعه ب''البلاد'' إنه يطمح لكتابة مصحف جزائري والحفاظ على الخط المغاربي بخصوصياته الجزائرية التي تختلف عن الخط المغاربي القيرواني ''نسبة إلى مدينة القيروان أول حاضرة إسلامية في المنطقة''. كما يأمل الطفل الذي بدأ تجربته مع فن الخط قبل ثلاث سنوات، في الحصول على تكوين متخصص في هذا الفن الراقي والنادر في بلادنا، وعلى التفاتة من وزيرة الثقافة التي التقته في المهرجان، والتكفل به للحصول على تكوين في معهد ''إيرسيكا'' للخط العربي في إسطنبول التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، حيث يمنح هذا المعهد شهادات إجازة دولية للمتربصين لديه في دورة من شهرين. وبالموازاة مع طموحه لاكتساب مزيد من التعلم والتدرب في فن الخط وكتابة مصحف جزائري، يأمل الطفل الفنان أن يتحول إلى متخصص ومدرس للخط العربي، والحفاظ على الإرث الجزائري الغني في هذا الفن، إضافة إلى مواصلة دراسات عليا.. وعبر في حديثه إلينا عن ثقته بقدراته، فاتجاهه لفن الخط العربي لم يمنعه من متابعه دراسته باجتهاد محتلا المراتب الأولى في مدرسته بمسقط رأسه ''فلفلة'' بولاية سكيكدة. ويعود الفضل في مرافقة الطفل محمد همام لوالده ''عادل'' مدير مركز ''أشبال النجاح للتنمية البشرية'' من خلال تشجيعه وتخصيص أستاذة في الفنون الجميلة لتدريبه وهو في السنة التاسعة من عمره ليتعلم أبجديات ومبادئ وقواعد الخط العربي بدءا بخط ''النسخ''. من ناحية أخرى، يقول ''محمد'' إنه متأثر كثيرا بأسلوب كبار الخطاطين منهم عثمان طه كاتب المصحف المدني ومحمد أوزرجاي، وهو من الخطاطين الأتراك البارزين في الخط العربي. كما شارك الفنان الصغير في معارض وطنية نظمت بولايتي سكيكدة وسطيف، إضافة إلى مشاركته الحالية في المهرجان الدولي لفن الخط العربي.