إختتم نهاية الأسبوع بقصر مصطفى باشا بالجزائر العاصمة، فعاليات الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للخط العربي، المنظمة في الفترة الممتدة من 26 ماي إلى غاية 2 جوان، بمشاركة حوالي 58 خطاطا من الجزائر و40 خطاطا ومزخرفا من مختلف الدول العربية والإسلامية نذكر منهم طالب محمود، حسين عيسى، وبناي محمد سعيد من (الجزائر)، محمد بستان (المغرب)، عمر جمني (تونس)، يعقوب إبراهيم سليمان (الأردن)، صلاح عيد (سوريا)، عبد الله عبد الرزاق (السعودية)، عثمان أوزجاي (تركيا)، صلاح الدين شيرزاد جمدار(العراق)، عبد الرشيد بات(باكستان)، امير فلسفي (إيران) وغيرهم من دول عديدة كالكويت، فرنسا، الهند، ماليزيا، لبنان، السودان، البوسنة، البحرين والبنغلادش. هذا ولقد نال المتنافسون في المسابقة الدولية للخط العربي في نوعي الخط الكلاسيكي الأصيل والخط المعاصر نفس المبالغ المالية لكليهما، وعادت الجائزة الأولى في فن الخط الكلاسيكي مناصفة بين الخطاط الجزائري أمحمد صفار باتي ومحمد فاروق الحداد من سوريا بقيمة مالية قدرت ب3 ألاف دولار، لتعود الجائزة الثانية مناصفة أيضا بين الفنان التركي فرهاد كورلوومنيب راغب من البوسنة الحاصلين على مبلغ ألفين دولار، أما الجائزة الثالثة فكانت من نصيب كلا من جمال الترك ويعقوب إبراهيم من الأردن اللذين نالا قيمة ألف دولار. وفيما يخص الجوائز الخاصة بمسابقة الخط المعاصر تصدرها الخطاط التونسي عمر جمني وزندهرودي من فرنسا، ليليها الفنان دوخ عبد الغني من الجزائر ومحمد بستان من المغرب، فيما نال كل من عزيز قاسمي وعبد القادر داودي من الجزائر الجائزة الثالثة، هذا ولقد منحت جوائز تقديرية وتشجيعية في فني الخط الكلاسيكي الأصيل والمعاصر، أما جائزة لجنة التحكيم فلقد منحت للمشارك الصغير"محمد همام" من الجزائر. من جهته أكد رئيس لجنة التحكيم عبد الحميد إسكندر عبر كلمة ألقاها في حفل الاختتام، على أهمية هذا الحدث التاريخي في إستفادة بلداننا العربية والإسلامية من توهجها الحضاري ودعم مكانتها الثقافية والفنية، بما تملك من طاقات خلاقة وإبداعات ومواهب في شتى المجالات الحيوية، ما يؤهلها على فرض وجودها عمليا والإنطلاقة بكل جدارة في بعث نهضة ثقافية شاملة. وإعتبر "إسكندر" المهرجان بمثابة الفرصة لفتح المجال أمام الخطاطين الجزائريين الموهوبين وتشجيعهم على الدخول في محراب هذا الفن بكل جدية ورغبة ملحة للإلمام بكل أسراره لما تتسم به التظاهرة من تلقين وتصحيح وتوجيه سليم يساعد المتعلم المتلقي من التفوق والتميز في جميع أنواعه وأقلامه الرائعة. للإشارة فلقد عرفت التظاهرة بالموازاة مع عرض اللوحات الخطية المختارة لأشهر الخطاطين وطنيا وعربيا إسلاميا، تنظيم عدة ندوات فكرية تناولت تاريخ الخط وتطوره وعرفت بتجليات أسراره، بالإضافة إلى الورشات التعليمية والتكوينية التي سمحت للمهتمين التعرف عن كثب على التقنيات الفنية والجمالية المستحدثة في البلدان التي تعرف إزدهارا في مجال الفنون الإسلامية، كما أتاحت الفرصة للجمهور الجزائري المتعطش لهذا الفن الإطلاع على جميع أنواع الخطوط العربية وكشف مكامن الكنوز الجمالية في فن الخط بما ينمي الحس الفني والذوق الجمالي الرفيع. في الأخير تبقى مثل هذه المهرجانات الخاصة بالخط العربي والفنون الإسلامية حسب الكثير من الفنانين التشكيليين جسرا للتواصل الفني والحضاري، داعين في المقام الأول التركيز على التبادل الثقافي أكثر منه على الجوائز بإتحاد الروح الجماعية لتأصيل الهوية العربية في ظل العولمة.