واصل ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ركوب موجة الحراك الشعبي في أحداث "الربيع العربي"، من نافذة العملية التي نفذتها قوات الأمن الإسبانية في مدينة سبتة المغربية، والتي أدت إلى اعتقال ثمانية أَشخاص، أظهرت التحقيقات أنهم تعرضوا لتدريبات بهدف إرسالهم للقتال في سوريا ضد نظام بشار الأسد. فقد أصدر التنظيم الإرهابي بيانا نشره في موقع "الأندلس" الذي يعتبر ذراعه الإعلامي، من توقيع القيادي المعرف باسم أبو عبد الإله أحمد الجيجلي، وحمل عنوان "سبتة ومليلية .. محاكم التفتيش تطل على المسلمين من جديد"، حاول من خلاله إبراز تعاطفه إزاء ما يتعرض له الشعب السوري من مجازر بيد النظام الحاكم، ووقوف العالم متفرجا عبر منظمة الأممالمتحدة. واستنكر أحمد الجيجلي، اعتقال السلطات الإسبانية للشباب الثمانية "الذين أعدهم التنظيم للجهاد في بلاد الشام، وبسبب انتماء هؤلاء للإسلام الذي هو شبهة في زمن القهر الصليبي". لكن ملك المغرب محمد السادس، تلقى الجزء الأكبر من هجوم البيان، الذي سخر من لقب "أمير المؤمنين" الذي يطلق عليه، مقترحا أن يستبدل ب "أمير الحشاشين"، متهما إياه بالتخاذل عن تحرير مدينتا "سبتة" و"مليلية" المحتلتين من طرف إسبانيا، في الوقت الذي تحرك فيه "بحزم وإخلاص" بجانب المحتل الإسباني في وجه بني جلدته. كما لم يفوت البيان، التعليق على تغطية وسائل الإعلام العربية على خبر اعتقال الخلية المتوجهة إلى سوريا، حيث اتهمها بالبرودة، وعدم التعامل مع الموضوع على أنه يتعلق بأبناء الوطن والدين والعقيدة. يذكر أن وزارة الداخلية الإسبانية، أعلنت عن تفكيك شبكة تابعة للقاعدة يوم 22 جوان الجاري في مدينة سبتةالمحتلة وتوقيف ثمانية أشخاص. وأوضحت الوزارة أن "الشبكة الإسبانية المغربية التي تم تفكيكها، كانت بحسب تحقيق الشرطة مسؤولة عن إرسال جهاديين إلى مجموعات تابعة للقاعدة في سوريا" مؤكدة أن "عشرات الأشخاص من بينهم قاصرون غادروا سبتة والأراضي المغربية تحت غطاء هذه الشبكة الإرهابية". وأبرز بيان الوزارة، أن هذه الشبكة المتمركزة في "سبتة" و"الفنيدق" كانت تقوم بأنشطة تجنيد ونشر العقيدة وتنظيم الرحلات وتمويلها بالاتصال مع إرهابيين آخرين، وبناءا على تعليمات صادرة عن تنظيم القاعدة الإرهابي. وكانت تقارير إعلامية نقلت عن مصادر أمنية، أن قرابة 214 مغربيا أرسلوا إلى سوريا للقتال في صفوف الجيش السوري الحر المعارض لنظام بشار الأسد. وأضافت أن المتطوعين التحقوا بجبهات القتال بسوريا إنطلاقا من تركيا، وأن المصالح الأمنية المغربية رصدت مكالمات هاتفية أجروها مع أسرهم بالمغرب.