احتقان وطوارئ في أكبر تجمع سكني شعبي اعتقلت مساء أمس قوات مكافحة الشغب بسيدي سالم في ولاية عنابة 14 متظاهرا قاموا بقطع الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين ولايتي الطارف وعنابة احتجاجا على تأجيل السلطات تأجيل ترحيلهم إلى سكانتهم الجديدة بحي 450 وحدة سكنية اجتماعية ببلدية البوني. واتهم المحتجون رئيس الدائرة بمحاولة التلاعب بالقائمة السكنية من خلال سلسلة من التأجيلات منذ بداية السنة الجارية وتعمده تضليل العائلات المستفيدة خاصة أن آخر التزام قطعته السلطات على نفسها كان الأسبوع الماضي حينما تعهد الوالي شخصيا بإنهاء عملية الترحيل قبيل حلول شهر رمضان. واستدعى الموقف تدخل قوات مكافحة الشغب التي قامت بتفريق المحتجين، وتوقيف 14 شخصا منهم جراء رفضهم إعادة فتح الطريق الوطني حيث ظلت مشلولة لعدة ساعات خصوصا بالنسبة للمتوجهين الى مطار رابح بيطاط الدولي على مستوى الحي والذين اضطروا إلى تغيير وجهتهم. وقد خلفت المواجهات العنيفة بين الشرطة والمحتجين سقوط 17 جريحا بينهم شرطيان نقلوا على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بعنابة. إلى ذلك تجمع العشرات من طالبي السكن الاجتماعي بحي سيدي سالم أمام مقر الدائرة، تنديدا بما وصفوه "الإقصاء والمعالجة السطحية، حسبهم، لقوائم المستفيدين من حصة 450 سكنا اجتماعيا التي ضمت مستفيدين غرباء عن الحي". وطوق أعوان مكافحة الشغب للأمن الوطني، منذ الصباح، جميع المداخل الرئيسية لمقر دائرة البوني التي كانت الوجهة المفضلة للمحتجين، حيث عمدوا إلى التجمع أمام البوابة الرئيسية بالرغم من أن أمس السبت مصادف ليوم عطلة أسبوعية. كما طالبوا بحضور رئيس الدائرة من أجل تبليغه انشغالاتهم وتذمرهم من الطريقة التي أعدت بها لجنة السكن القوائم، خصوصا بعدما لاحظ المحتجون وجود استفادات مشبوهة لأشخاص غرباء عن المنطقة. ودعا المحتجون السلطات العمومية إلى إعادة النظر في القوائم، لاسيما أن هناك 57 شخصا استفادوا من سكن اجتماعي بأسماء عائلاتهم، رغم أن العائلة الواحدة تضم اثنتين إلى ثلاث عائلات تقيم في مسكن واحد بحي "لاصاص"، وهو ما اعتبره المقصون إجحافا في حق طالبي السكن الذين تقدموا بملفات منذ فترة طويلة إلى المصالح المعنية.