الاتحاد الأوربي يلمح إلى تأييد عزل الرئيس مرسي ندوة متوسطية حول الطاقة الشمسية في ديسمبر أعلنت الجزائر والاتحاد الأوروبي عن قرب التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الطاقة، تتضمن إقامة شراكة استراتيجية في ميادين المحروقات والطاقات البديلة وتدعيم البنية التحتية، إلى جانب نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات، مع مراعاة أن لا تخل هذه المذكرة بالقوانين الجزائرية المنظمة للقطاع في الجزائر. وأكد رئيس المفوضية الأوربية خوسي مانويل باروسو، في ندوة صحفية عقدها بنزل الأوراسي، أمس، أن إقامة شراكة في مجال الطاقة بين الجزائر والاتحاد الاوربي يمثل عاملا مهما للاستقرار والتنمية في حوض البحر المتوسط، خاصة أن أوروبا تعتبر أول زبون للغاز الجزائري، مشيرا إلى أن هذه المذكرة تعكس حجم العلاقات الوثيقة التي تربط الجزائر بالاتحاد الأوربي. ولم يكشف باروزو عما إذا كانت هذه المذكرة تتضمن اتفاقا حول أسعار الغاز، وهو الخلاف الذي استمر طويلا بين الجزائر التي تبحث عن أسعار مستقرة وعادلة ودول في الاتحاد الأوربي، خاصة اسبانيا وإيطاليا التي تطالب بتخفيض الأسعار الحالية. كما تجنب باروزو الحديث عما إذا كانت اتفاقات الشراكة ستشمل الغاز الصخري. وسئل باروزو عن سبب توقيع مذكرة تفاهم بدل اتفاق استراتيجي مثلما كان متوقعا، فرد قائلا: "لا أريد الدخول في تفسيرات لغوية، أؤكد لكم أنها مذكرة بأبعاد استراتيجية سواء في مجال المحروقات أو الطاقات البديلة"، مضيفا أن الأهم بالنسبة لنا هو ما يمكن فعله مستقبلا. وكشف المتحدث عن تنظيم الاتحاد الأوربي لندوة متوسطية حول الطاقة الشمسية ستعقد في شهر ديسمبر القادم. وأعرب باروزو عن دعمه لانضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارية، لأن ذلك سيساهم حسبه في تنويع الاقتصاد الجزائري، وجلب الاستثمارات الأجنبية من الخارج. من جانب آخر، أوضح باروزو أن العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوربي ليست مقتصرة على الطاقة فحسب، حيث تتعدى ذلك إلى كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، مبديا حرص الاتحاد الأوربي على جزائر مستقرة وديموقراطية ومتطورة. وأشار إلى أن العلاقات بين الجانبين بلغت مرحلة جد متطورة بدليل الاتصالات المكثفة التي يجريها المسؤولون من الجانبين، مؤكدا توجيهه الدعوة لسلال لزيارة بروكسل في الفترة القادمة. وفي هذا السياق، ذكر باروزو أن الاتحاد الأوربي يتابع عن كثب الإصلاحات السياسية الجارية، وتطور حقوق الإنسان في الجزائر، لافتا إلى أن بروكسل "تريد مجتمعا يضمن مكانة قوية للمرأة والشباب ومنظمات المجتمع المدني، لأنها الدعائم الأساسية لاستقرار الجزائر في إطار مبادئ الحرية". وفي موضوع تنقل الأفراد بين الجانبين، أكد باروزو ضرورة إجراء حوار حول الهجرة، وإجراءات التأشيرة ومراقبة الحدود، نافيا أن يكون للاتحاد الأوربي أي نية لغلق حدوده أمام الجزائريين، "نحن نرغب في فتح حدودنا أمام أكبر عدد من الجزائريين، لكننا نواجه الرهان الأمني الذي لم يكن موجودا من قبل، وهذا ما يطرح مشكلا كبيرا أمامنا وعلينا توخي أقصى درجات التنسيق حتى نواجه هذا التحدي". الديموقراطية ليست الانتخابات فقط وبخصوص موقف الاتحاد الأوربي من عزل الرئيس مرسي، إن كان يعتبره انقلابا عسكريا أم استجابة لإرادة شعبية؟ قدم باروزو إجابة تلمح إلى تأييده لما قام به الجيش المصري، حيث قال "الديموقراطية هي الانتخابات ولكنها ليست فقط الانتخابات، هي أيضا القدرة على العمل المشترك بين الجميع، وليس التقسيم والاستقطاب الحاد". وأضاف "كان هناك استقطاب حاد في مصر، وفي هذا المناخ قام الجيش بالتدخل، ونتمنى أن تقوم السلطات الانتقالية بالخطوات اللازمة حتى تتجنب العودة إلى الوراء". وفي إشارة صريحة إلى رفضه الطريقة التي كان يدير بها الإخوان المسلمون الحكم، قال باروزو أيضا "الديموقراطية يمارسها الديموقراطيون. وليست الديموقراطية الوصول إلى السلطة وإقصاء الآخرين. وتابع يقول"الاستقطاب الحاد في مصر كان يوشك بالبلاد إلى الدخول في حرب أهلية، ونتمنى أن تسرع السلطات الانتقالية في المسار الديموقراطي". وحول الوضع في الساحل، دعا باروزو إلى إقامة شراكة بين بلدان المنطقة، لأنها كفيلة حسبه بتحقيق الاستقرار في دول الساحل والاتحاد الأوربي على حد سواء.