أفضت المحادثات بين الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس اللجنة الأوروبية جوزي مانوال باروزو إلى توقيع على مذكرة تفاهم إستراتيجية حول الشراكة الجزائرية الأوروبية في مجال الطاقة إضافة إلى مناقشة العديد من القضايا على شاكلة الأطر الديمقراطية من حيث التطبيق والحريات، كما أخذت مفاوضات الجزائر للانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة جزءا من هذه المحادثات حسب ما أكده رئيس اللجنة الأوروبية في ندوة صحفية أمس بالعاصمة. قال باروزو أن مجال المحادثات حول الطاقة أخذ أهمية في النقاش نظرا لأهميته وحساسيته حيث شمل مجال الغاز، والطاقات المتجددة إضافة إلى العوامل الجيواستراتيجية والبراغماتية للطرفين باعتبار الجزائر وأوروبا شريكان أساسيان لا يمكن الاستغناء عن بعضهما، كما تطرق إلى الشق الأمني مبرزا مخلفاته على هذا الاتفاق. وفي نفس السياق أكد سلال في كلمته أثناء افتتاح المحادثات بين الطرفين على »صعوبة الظرف الجهوي والدولي الذي من شأنه أن يهدد السلم والاستقرار والأمن المشترك في الفضاء المشترك بين الطرفين« ما يستدعي مواجهة هذه التحديات بصفة جماعية عن طريق التشاور الدائم والحوار، كما عاد باروزو إلى ما تلعبه الجزائر في منطقة شمال إفريقيا من وتعاملها مع الأزمات موضحا أن الاتفاق لم تتخلله القضايا الأمنية نظرا لطبيعة وعمل اللجنة الأوروبية، إلا أن الأهمية الجيو استراتيجية للاتفاق ستحول دون إهمال المجال الأمني، مردفا أن ما حدث في تيقنتورين، وفي محطة أريفا بالنيجر لم يؤثر على المشروع الذي بادرت به اللجنة الأوروبية منذ 2007 والذي أهملت وقتها اللجنة الأوروبية دور الجزائر مكتفية بفتح مباحثات مع مالي النيجر وموريتانيا، وقال باروزو في هذه الندوة أن المباحثات تطرقت كذلك إلى نقاشات هامة على غرار تطبيق الأطر الديمقراطية في الجزائر ونشاط المنظمات غير الحكومية وفتح الحريات، موضحا أن ما يحدث في مصر حالة خاصة نجمت عن الفهم الخاطئ لمفهوم الديمقراطية، التي تنطلق من الانتخابات وتتوالى من حيث تطبيق رغبات الشعب وليس تجزئته إلى كتلتين كما فعل مرسي، إضافة إلى ما وصلت إليه الجزائر خلال مفوضاتها للانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة كونه شأن يهم الإتحاد الأوروبي بصفته الزبون الأكبر للجزائر في المنطقة.