رفضت الولاياتالمتحدة التأكيدات الروسية باستخدام المعارضة السورية أسلحة كيمياوية في حلب، وقالت إنه لا "دليل" لديها على ذلك، ودعا البيت الأبيض بالمقابل مجددا الرئيس السوري بشار الأسد إلى السماح للمفتشين الدوليين بالتحقيق بشأن استخدام هذه الأسلحة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني -في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء- إن واشنطن لم تطلع على أية أدلة تثبت ما قاله السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين بأن المعارضة السورية استخدمت الأسلحة الكيمياوية. وكان تشوركين أن روسيا تملك الدليل على أن المعارضة السورية استخدمت السلاح الكيمياوي في 19 مارس الماضي بريف حلب، مستندة في ذلك على تحليل مخبري لعينات قالت إنها حصلت عليها من الموقع بطلب من الحكومة السورية. وأضاف كارني أن الولاياتالمتحدة تشكك بجدية في أن تكون أية أسلحة كيمياوية استخدمت أو وصلت إلى خارج إطار سيطرة الحكومة السورية، وقال "لم نر أي دليل حتى الآن يدعم التأكيد الذي يقول إن أي جهة، غير الحكومة السورية، لديها القدرة على استخدام أسلحة كيمياوية أو أنها تستخدم أسلحة كيمياوية". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن بشار الأسد دعا الأممالمتحدة لإجراء تحقيق في استخدام أسلحة كيمياوية "ثم أعاق قدرتها على القيام بذلك". وشدد المسؤول الأمريكي على ضرورة السماح للأمم المتحدة بالتحقيق في المسألة "لأن قدرتنا كمجتمع دولي على التحقيق باستخدام أسلحة كيمياوية في سوريا أعيقت برفض الأسد السماح بتحقيق تقوم به الأممالمتحدة". وقال كارني إنه إذا كان بشار الأسد مهتماً فعلاً بإثبات ما هو متأكد منه وما تأكدت منه روسيا، فلا بد من السماح بدخول مفتشين دوليين، وأن تستخدم روسيا علاقتها بالأسد للضغط عليه بغية السماح بدخولهم. وكانت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا قدمت في وقت سابق ما اعتبرتها أدلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تفيد بأن الحكومة السورية استخدمت الأسلحة الكيمياوية ضد قوات المعارضة. كما يقول دبلوماسيون غربيون إنهم لا يملكون أي دليل ملموس على استخدام المعارضين السوريين أسلحة كيمياوية. وكان مندوب روسيا لدى الأممالمتحدة قد أكد أمس أن روسيا تملك "الدليل" على أن المعارضة السورية استخدمت السلاح الكيمياوي في 19 مارس بريف حلب، وقال إنه سلم نتائج تحليل مخبري لعينات حصلت عليها بلاده من الموقع بطلب من الحكومة السورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة. وقال تشوركين للصحفيين -بعد لقائه بان كي مون- إن العينات التي أخذها خبراء روس من موقع الهجوم في خان العسل بريف حلب، "تشير إلى أن المتمردين أطلقوا قذيفة غير موجهة باتجاه خان العسل وأدت إلى مقتل 26 شخصا بينهم 16 عسكريا وإصابة وتسمم 86 آخرين". وأكد أن نتائج التحليل أثبتت أن الذخائر التي استخدمت في خان العسل لم تعد صناعيا، وكانت مليئة بغاز السارين، مضيفا أن المواصفات الفنية للسارين تشير إلى أنه لم يعد صناعيا أيضا، وأن غياب المثبتات الكيمياوية في عينات المواد السامة المكتشفة يشير إلى أن إنتاجها تم حديثا نسبيا. وفي الأثناء، قال أحمد جربا رئيس الائتلاف السوري المعارض خلال لقائه وزير الخارجية التركي أحمد داوود أغلو في أنقره إنه بناء على طلب من أهالي حمص المحاصرة تم الطلب من أصدقاء الشعب السوري أن يضغطوا على النظام السوري في سبيل إتمام الهدنة خلال شهر رمضان، خاصة أن حمص تتعرض إلى كارثة إنسانية. من ناحية أخرى، منعت الإدارة الأمريكية دبلوماسيا سوريا من دخول أراضيها وأعادته إلى دمشق بعد أن وصل إلى مطار دالاس الدولي بواشنطن مرسلاً من الرئيس السوري بشار الأسد لينضم إلى البعثة الدبلوماسية بالسفارة السورية في العاصمة الأمريكية. ووصل الدبلوماسي علي دغمان إلى مطار دالاس ليشغل منصب قائم بالأعمال وبموجب تأشيرة قانونية، لكن مسؤولاً في الإدارة الأمريكية ذكر أن منحه التأشيرة "تم بخطأ بيروقراطي" لذلك تمت إعادته من حيث جاء. ويبدو أن ناشطين في الولاياتالمتحدة من المعارضة السورية كانوا وراء تنبيه الإدارة الأمريكية "بأن قبول دخوله سيفهم على أنه نية أمريكية بإعادة التواصل مع دمشق".