وجّه الوزير الأول، عبد المالك سلال، رسالة قوية لدعاة انفصال ولاية تيزي وزو، حيث أكد أمس، خلال لقائه مع فعاليات المجتمع المدني، أنه "لا أحد يشك في وحدة الولاية مع الجزائر كوطن"، كما خاطب أبناء الولاية بقوله "أعرف أنكم وطنيون.. الولاية أنجبت عظماء مثل حسين آيت أحمد الذي جلب الخير". وأكد الوزير الأول، أمس، في حديثه لفعاليات المجتمع المدني، بولاية تيزي وزو، أنه يشعر براحة كبيرة كل مرة يزور فيها الولاية "أشعر كأني في بيتي عند زيارة الولاية"، موضحا أن هذه الزيارة جاءت لمعرفة مدى تقدم برنامج رئيس الجمهورية في هذه الولاية، والاستماع لانشغالات السكان. من جهة أخرى، شدد سلال على أن الزائر للولاية يتعلم الكثير عن التاريخ باعتبار الولاية كانت في "قلب الثورة التحريرية"، وأضاف قائلا "نتعلم التاريخ الذي لا يعيد نفسه"، وأشار إلى أن الولاية عرفت في تلك الفترة رجالا "كبارا" بقامة "جبال شامخات" صنعوا تاريخ المنطقة والجزائر، حيث ذكر الوزير الأول كل من عميروش، كريم بلقاسم، عبان رمضان، زعموم، دهليس، أوعمران، لالة فاطمة نسومر، كما أضاف قائلا "ولا أنسى حسين آيت أحمد الذي أتمنى له كل الخير"، معلقا بقوله "هؤلاء هم الرجال الذين صنعوا التاريخ.. ولهذا أنتم وطنيون مثل كل الجزائريين". من جهة أخرى، علق الوزير الأول، عبد المالك سلال، على الكلمة التي ألقاها رئيس المجلس الشعبي لولاية تيزي وزو، الذي وصف فيها سكان الولاية ب"الثائرين"، حيث قال سلال " كل أبناء الجزائر ثائرين.. وتيزي وزو ثائرة وجميلة"، وأضاف "هذه الثورة لا تضر الجزائر". وفي ذات السياق، شدد سلال وكرر عدة مرات قوله بأن "العاصمة لا يمكنها العيش من دون المنطقة الصناعية للبليدة، كما لا يمكنها الاستغناء عن ذكاء أبناء تيزي وزو"، وفي هذا السياق أبدى سلال ارتياحه للنتائج التي حققتها الولاية في مجال التربية والتعليم التي وصفها ب"المرضية جدا"، واعتبر أن ما تم تحقيقه في هذا المجال "هو ما سيسمح بتنمية أحسن للمنطقة والبلاد في المستقبل". وبخصوص القضايا الأمنية، تعهد الوزير الأول بمكافحة ظاهرة الإرهاب والعصابات التي تحاول زعزعة استقرار المنطقة وأبنائها، مشددا على أنه إذا لم تتحسن الوضعية الأمنية "من المستحيل الرقي بالمنطقة"، داعيا إلى حتمية "القضاء نهائيا على المشاكل الأمنية في المنطقة"، مؤكدا أن التطور الاقتصادي والاجتماعي "مرتبط أساسا بالأمن"، وشدد على أن "الدولة تبقى حاضرة وواقفة لتوفير الأمن للبلد وحمايتها من الفوضى تحت أي غطاء كانت". وفي ذات السياق، أوضح سلال أنه "يجب تدعيم الأمن للمواطن وتجنب الوقوع في القمع". كما أوضح سلال، أن تضامن الجزائريين فيما بينهم هو الذي جنبهم ما يحدث هنا وهناك، في إشارة واضحة إلى ما يسمى بثورات الربيع العربي، حيث تعهد الوزير الأول باسم الحكومة بمرافقة الولاية في تنميتها.