جدد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، التزام الحكومة بمرافقة كافة برامج التنمية بولاية تيزي وزو، سواء من خلال دعمها بالإمكانيات المادية والمالية أو من خلال تعزيز قدرات توفير الأمن والاستقرار لسكانها، ودعا في المقابل سكان الولاية إلى المساهمة الفعالة في هذه الجهود، لاسيما من خلال مساعدة السلطات على حل مشكل نقص العقار الذي يعترض إنجاز المشاريع المهيكلة، كما أبرز بالمناسبة الإمكانيات البشرية النوعية التي تزخر بها هذه الولاية التاريخية، والتي يعكسها النجاح الباهر الذي حققته في شهادة البكالوريا وغيرها من الاستحقاقات الدراسية. فخلال لقاء مع ممثلي المجتمع المدني عقده بدار الثقافة "مولود معمري"، بمناسبة زيارة العمل والتفقد التي قام بها إلى ولاية تيزي وزو، أبرز الوزير الأول أهمية الموارد البشرية والكفاءات التي تزخر بها هذه الولاية التي سجلت حضورها القوي خلال السنوات الأخيرة في صدارة النجاحات المحققة في امتحانات البكالوريا وغيرها من امتحانات المستويات التعليمية الأخرى، غير مستغرب تحقيق هذا النجاح في ولاية تاريخية سجلت حضورها القوي إبان ثورة التحرير الوطني برجالها الأشاوس الذين استشهدوا في سبيل أن يحيا الوطن في سيادة وكرامة. وأكد رئيس الجهاز التنفيذي أن هذه الموارد البشرية الهامة تعتبر أهم استثمار يتم القيام به في الولاية، لأنه يسمح لها بربح رهان المستقبل، وجعلها خزانا للقوى الشبانية المستعدة للإسهام بشكل إيجابي في تطوير المنطقة ودفع التنمية على مستوى الوطن برمته، مشيرا في سياق إبرازه لأهمية هذه الكفاءات إلى أن عاصمة البلاد لايمكن أن تتطور من دون ولايتي البليدة وتيزي وزو لأن الأولى تشكل قاعدة صناعية والثانية تعد خزانا للموارد البشرية. وفي حين اعترف بأن ولاية تيزي وزو هي ولاية متمردة، قائلا إن "كل ولايات الجزائر ولايات متمردة، لكن ولاية تيزي وزو تمردها أكبر"، اعتبر السيد سلال تمرد ولاية تيزي وزو تمردا إيجابيا، "ولا يثير الضرر، وإنما يسهم في تصويب الأمور"، مؤكدا في سياق متصل بأن "لا أحد يمكنه أن يفصل المنطقة من وحدة الجزائر". من جانب آخر، اعتبر السيد سلال مسألة الحفاظ على الأمن والاستقرار في ربوع ولاية تيزي وزو التي لازالت تعيش من حين لآخر بعض الاعمال الارهابية، أولوية الاولويات، على اعتبار أنه من دون تحقيق هذين العاملين لا يمكن تحقيق التنمية، وأعلن بالمناسبة عن اعتزام الحكومة تعزيز القدرات الأمنبة للولاية، مشددا على أن الدولة ستبقى صامدة لصد كل محاولات المساس بالأمن مهما كانت أشكالها. وبعد أن جدد التأكيد على أن الحكومة تعتمد على أسلوب التشاور والحوار مع أبناء الوطن من أجل التكفل بالانشغالات المحلية وتسطير البرامج والمشاريع التنموية المفيدة، أكد الوزير الأول لفعاليات المجتمع المدني بأن الحكومة على أتم الاستعداد لمرافقة كل جهود بعث التنمية والتطور في الولاية، داعيا سكانها في المقابل إلى المساهمة الفعالة في هذه الجهود من خلال التعاون مع السلطات العمومية لايجاد حل لمشكل نقص العقار الذي يعترض إنجاز المشاريع المهيكلة. وفي هذا الخصوص، لم يتوان السيد سلال عن انتقاد مبالغة بعض مالكي الأراضي في طلب التعويض خلال عمليات نزع الملكية لحساب إنجاز مشاريع ذات النفع العام، مؤكدا بأن الدولة مستعدة لدفع التعويض عن هذه الملكيات لكن "من دون مبالغة في هذا التعويض". وفي سياق رده عن جملة الانشغالات التي طرحها المتدخلون في اللقاء، عبر الوزير الأول عن إرادة الحكومة للاستجابة لكافة المطالب والاحتياجات المعقولة والتي تخدم المصلحة العامة لسكان الولاية، معلنا في هذا الصدد عن تخصيص غلاف إضافي ضخم لولاية تيزي وزو سيخصص منه وبشكل استثنائي 10 ملايير دينار بعنوان سنة 2013 لاقتناء الارضيات الموجهة لانجاز المشاريع العمومية، مع تعزيز هذه العملية بإجراءات إضافية في 2014. كما قررت الحكومة، حسب مسؤولها الأول، تسجيل مستشفى جامعي جديد ب500 سرير لتدارك العجز المسجل في مجال التكفل الصحفي ونقص المراكز الاستشفائية بولاية تيزي وزو، فضلا عن دعم برنامج السكن الجاري ب5000 مساعدة للسكن الريفي بقيمة 3 ملايير دينار، وتهيئة 1000 كلم من شبكة الكهرباء الريفية، وتخصيص 13 مليون دينار لتحسين الطرق والمسالك وأغلفة مالية أخرى لدعم التموين بالماء الشروب وترقية شبكات التطهير، فيما وضعت الحكومة التي ستعمل وفقما أكده السيد سلال على على ترقية المناطق الصناعية بالولاية، 4300 مليار سنتيم تحت تصرف الولاية لتغطية عمليات إعادة تقييم المشاريع.
الدولة ستستمر في ترقية "تمازيغت" وعند إجابته عن انشغال مواطني ولاية تيزي وزو المرتبط بالصعوبات الإدارية التي يجدونها عند رغبتهم في تسجيل أبنائهم بأسماء أمازيغية، كشف الوزير الأول أن وزير الداخلية والجماعات المحلية سيعرض خلال الاجتماع الحكومي المقرر الأربعاء المقبل مرسوما يضم 300 اسم أمازيغي سيتم اعتماده رسميا، واستغرب في هذا السياق اعتقاد البعض بأن "تمازيغت" تعتبر مشكلا بالنسبة للدولة، قائلا "لابد أن يفهم الجميع بأن الدولة ليس لديها مشاكل مع "تمازيغت". وأكد في نفس الصدد بأن الدولة ستواصل العمل على ترقية هذه اللغة التي يمكن حسبه أن تحقق مكاسب كبيرة في المستقبل، معتبرا بأنه "ليس عاقلا من يتلاعب بلغته الأم". وأعرب السيد سلال في الأخير عن يقينه بأن ولاية تيزي وزو ستحقق تطورا كبيرا بفضل البرامج التنموية الهامة والإمكانيات الكبيرة التي سخرت لها وكذا بفعل الإرادة القوية المتوفرة لدى الدولة لتدارك العجز الذي سجلته هذه المنطقة. مبعوث "المساء" إلى تيزي وزو: م / بوسلان