تدعّمت الحركة الجمعوية الثقافية ببرج بوعريريج وتحديدا ببلدية "زمورة" الواقعة شمالي عاصمة الولاية، بجمعية "السيدة شامة للثقافة والتراث"، بفضل جهود أبناء المنطقة الذين عزموا على صيانة الموروث الثقافي والتاريخي لمنطقة "زمورة" الكبرى، ولم يجدوا أفضل من تأسيس جمعية محلية بأهداف وطموحات عملاقة، تحمل اسم المعلّمة المجاهدة السيدة المرحومة شامة بوفجي. واعتبر رئيس الجمعية رياض بن مهدي في تصريحات ل"البلاد"، أن تأسيس هذه الجمعية كان بإيعاز من التهميش الذي تعانيه منطقة "زمورة" عموما، وتراثها المادي وغير المادي خصوصا، حيث تزخر "زمورة" بموروث حضاري وثقافي زخم، غير أن التهميش الذي طالها ساهم في التعتيم عليه، وعدم استغلال ذلك خدمة لشباب البلدية ومثقفيها ومبدعيها. وعن سبب إطلاق تسمية "شامة" على جمعية ثقافية تراثية، أوضح بن مهدي، أن الأمر يتعلق باسم "امرأة مثقفة ومتعلّمة ومناضلة، وهي شامة بوفجي، المعروفة عند عموم أهلنا في زمورة بشامة بنت بوفجي، وهي خالة الصحفي المرحوم رياض بوفجي التي كان له فضل تأسيس أول مدرسة لتعليم البنات بحي القصبة العتيق بالعاصمة، يوم كان التعليم محرما على الجزائريين عموما وبناتهم خصوصا، حيث جعلت شامة من بيت والدها رفقة شقيقتها خضرة ووالدهما مركز إشعاع للعلم ولتعلّم اللغة العربية سرّا، كما كان لها فضل تعليم الكثيرات من جيل المجاهدة جميلة بوحيرد، والوزيرة السابقة والكاتبة زهور ونيسي، وغيرهن كثيرات". ومضى محدثنا شارحا "لذا فتسمية شامة لم تأت محض صدفة، بل تكريما لهذه العملاقة التي يبدو أن أصحاب الحل والربط في الساحة الثقافية الجزائرية نسوها أو تناسوها، ولكن أبناء منطقتها يؤكدون من خلال هذا المولود الثقافي أنهم أوفياء لأمجاد من كان لهم الفضل في تعليم أبناء الجزائر المستعمرة". وأوضح بن مهدي أن "أول ما سنقوم به هو الحصول على مجلدات ومصاحف ومخطوطات قديمة، من أجل إعادة نسخها ورقمنتها- ونحن في عصر الرقمنة- وتجليدها من جديد، والاحتفاظ بنسخة منها وتجليدها أيضا، كما سنعمل على لفت الانتباه لقيمة عدد من الصروح التراثية بالمنطقة، من قبيل بيوت العلماء والمنابع المائية التي تعاني الإهمال، رغم كونها تعد إرثا حضاريا بزمورة، ناهيك عن وجود أضرحة للأولياء الصالحين، وهي الأضرحة التي تحتاج لترميم واهتمام، ليس من أجل عبادتها والعياذ بالله، ولكن للحفاظ عليها كموروث ثقافي ليس إلا." من ناحية أخرى، فإن أعضاء جمعية شامة للثقافة والتراث هم من تخصصات مختلفة، حيث يعد رئيس الجمعية رياض بن مهدي، صحفيا في عدد من الجرائد ومواقع إعلامية أجنبية، وهو ما ينطبق على نائبه الصحفي رؤوف مسعودي، بالإضافة إلى باقي الأعضاء الذين اختلفت تخصّصاتهم بين التعليم وإدارة الأعمال، وتقنيين في المعلوماتية، وموظفين في إدارات مختلفة ومن مختلف الأعمار. وأسندت "الرئاسة الشرفية" للإعلامي البارز والمدير السابق لجريدتي "الشعب" و"المساء" الحكومتيين، محمد بن زغيبة، الذي ينحدر بدوره من بلدة "زمورة"، التي تعتبر منطقة ثورية بامتياز بفضل شهدائها الذين أهدتهم فداء للوطن.