أضحى مآل العمارة الدينية بوادي ريغ، الواقع بين الوادي وتفرت، الزوال، في ظل غياب الجهات المسؤولة عن حفظ التراث الذي تتمتع به المنطقة الجنوبية، والذي يعتبرا موروثا حضاريا متميزا، على غرار مسجد القصبة والقصبة الخضراء وسيدي عبد الرحيم وضريح مؤسس الزاوية التيجانية بتماسين وكذا زاوية سيدي الهاشمي، التي بدأت أحجارها تتهاوى يوما بعد يوم دون تدخل السلطات لإعادة ترميمها، وتلقى أضرحة ملوك بنو جلاب، نفس المصير. ويناشد المثقفون والباحثون وكذا الجمعيات الثقافية بالمنطقة، التي تعتبر حضارة ومنارة الجنوب، وزارة الثقافة التدخل لحماية هذا الموروث الحضاري من الاندثار، مشددين على ضرورة الالتفاتة لهذه المعالم الأثرية والاهتمام بما تبقى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. يذكر أن المنشآت الدينية في وادي ريغ، كان لها عبر تاريخها الحافل، دور حضاري وثقافي كبير، إذ أنها حلقة وصل بين الشمال والجنوب الكبير، وكذا الصحراء الإفريقية بوجه عام، كونها طريق التجارة، فالمنطقة تشكلت بمجموعة من القصبات القديمة والمتجاورة فيما بينها، وقد ضمت كل واحدة منها مسجدا ألحقت به في كثير من الأحيان مدرسة لتعليم القرآن الكريم ومختلف العلوم، ومنها تنسلي (بلدة عمر حاليا).