يتحدث نصر الدين دريد في الجزء الثالث والأخير بشكل كبير عن الحقبة التي مر فيها على الرجاء البيضاوي والتي اعتبرها من بين أحسن الفترات في مشواره الكروي، خاصة وأنه توج بكأس الأندية البطلة أمام فريقه السابق مولودية وهران، وهي المباراة التي لم يشارك فيها بسبب التزامه معنويا مع الحمري. وكشف الحارس الدولي السابق أيضا في هذا الجزء أنه كان وراء التحاق رابح سعدان بالرجاء البيضاوي بعد مونديال 1986، حيث أقيل المدرب في الطائرة عندما كان المنتخب الوطني راجعا الى أرض الوطن بعد كأس عالمية كانت متوسطة شهدت العديد من المشاكل خاصة التنظيمية. كما تطرق "القط" كما كان يسمى في تلك الحقبة إلى مرارة الفراق مع الرجاء البيضاوي، بسبب المستحقات المالية وصولا إلى السبب الرئيسي وراء دخوله عالم التدريب سنة 1989 وصولا إلى حكاياته مع رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد الذي كان سببا في نزع فتيل الفتنة قبيل مونديال 1986 بعد أن قرر صرف المنح التي طالبها اللاعبون. وختم دريد حوارنا معه بالتعريج على بعض ذكرياته في البطولة الوطنية، خاصة تلك التي جمعت فريقه السابق اتحاد بلعباس بأمل عين مليلة والتي عوقب على إثرها بستة أشهر كاملة بعد أن اتهم بالاعتداء على حكم المباراة وهي الحادثة التي لاناقة له فيها ولا جمل واتهم جزافا. توقفنا في حوارنا السابق عند مونديال 1986 وتوقفك عن اللعب مع المنتخب بعد 1988، لكن دعنا نعود إلى كأس إفريقيا لتك السنة الجميع كان يرشحنا للفوز بها، لكن ذلك لم يحدث، لماذا في رأيك؟ حقيقة تلك الطبعة جرت في المغرب وكنا من بين المرشحين، خاصة وأن الفريق كسب تجربة كبيرة بعد مونديال المكسيك، لكن المشكلة الكبيرة التي كانت في تلك الحقبة راجعة بالدرجة الأولى إلى غياب بعض اللاعبين المحترفين لأسباب مختلفة على غرار رابح ماجر وحتى جمال مناد، حيث وصلنا إلى نصف النهائي وأقصينا على يد نيجيريا بضربات الترجيح قبل أن نفوز بالمباراة الترتيبية على حساب المغرب. نعود إلى احترافك في الرجاء البيضاوي الذي كان مباشرة بعد أمم إفريقيا في المغرب، كيف تم الأمر؟ بعد كأس افريقيا في المغرب، حيث قدمت مردودا كبيرا على كل المستويات اتصل بي مسؤولو هذا النادي ولا أخفي عليك أنني كنت أرغب في خوض تجربة في فريق خارج الجزائر، لا سيما مع الضغط الكبير الذي عشناه مع المنتخب الوطني لكرة القدم، وهو الأمر الذي جعلني أختار هذا الفريق ولم أندم على ذلك أبدا. كيف كانت التجربة في الرجاء البيضاوي ومحيطه؟ لا أخفي عليك أنني كنت محبوبا عند الجميع، لا سيما بعد كأس العالم التي قدمتها في المكسيك والتي رفعت أسهمي كثيرا دون تناسي أيضا أمم افريقيا في المغرب سنتين بعد ذلك، لا أخفي عليك أنني كنت نجما في هذا الفريق، بدليل أن الحصص التدريبية للفريق والتي كانت مجانية، كانت تشهد توافد الجمهور، حيث كان يحضر حوالي 3000 مناصر لمتابعتي، وهو الأمر الذي أجبر مسيري الرجاء البيضاوي على وضع تعليمة بإجبار المناصرين على تسديد حقوق حضور التدريبات. كنت في الرجاء البيضاوي قبل رابح سعدان، كيف كان التحاق "الشيخ " بالنادي المغربي في تلك الحقبة؟ دون أية مبالغة كنت وراء التحاق رابح سعدان بالرجاء البيضاوي، حيث كان لدينا في تلك السنة مدرب برتغالي عرف معه الفريق تعثرات عديدة واقترحته على الإدارة التي قبلت بالاقتراح الذي قدمته ولا أخفي عليك أن رابح سعدان في تلك الحقبة كان منتهيا رياضيا في الجزائر بعد فشله في كأس العالم 1986، ولمن لا يعلم فإن رابح سعدان تمت إقالته من المنتخب الوطني في الطائرة عندما كنا عائدين إلى الجزائر من المكسيك. فزتم ببطولة إفريقيا للأندية البطلة، لكنك لم تشارك في النهائي لماذا؟ لسبب بسيط أنني واجهت في النهائي فريقي السابق مولودية وهران، حيث قررت أن أقاطع مباراة الذهاب ولقاء العودة وهو الأمر الذي تفهمه كثيرا أنصار الفريق المغربي. للإشارة فإنني قدمت إلى الجزائر وبقيت في بيتي أشاهد في المباراة رفقة بعض زملائي في الرجاء الذين لم يلعبوا. بعد ذلك عدت إلى الجزائر سنة 1989، هل لنا أن نعرف لماذا؟ لسبب بسيط أن المشكل المالي أثر علينا وقررت أن أعود الى أرض الوطن من بوابة اتحاد بلعباس، لكن المفاجأة كبيرة عندما وجدت أن مدرب اتحاد بلعباس فنور معاقب لمدة ثلاثة أشهر كاملة، وهو الأمر الذي أجبرني على تدريب الفريق في تلك الحقبة ومن هناك طلقت بشكل نهائي المستطيل الأخضر كلاعب وتحولت الى مدرب. لكن فريق القلب يبقى مولودية وهران الذي حققت معه البطولة، أليس كذلك، كيف كان التحاقك بهذا النادي؟ كان ذلك سنة 1985 حيث وصلني اتصال من طرف المرحوم " قاسم بليمام" وكنت معاقبا في تلك الفترة بستة أشهر كاملة بعد أن اتهمت بالاعتداء على حكم اللقاء الذي جمعنا بعين مليلة، وقد جرت لي حكاية في أول مباراة بقميص الحمراوة، حيث كانت المباراة الأولى أمام اتحاد بلعباس في ملعب الأخير ولم يعرف الجمهور في أي فريق سألعب وعندما دخلت رفقة مولودية وهران انهالت علي الحجارة من كل حدب وصوب. الجميع يتحدث بأن لقاء بلعباس وعين مليلة في ملعب الأخير يبقى وصمة عار في جبين الحارس الدولي السابق؟ إن كل ما حدث في تلك المباراة أن عين مليلة كان يجب عليها تحقيق الفوز للبقاء في القسم الأول، وطلبوا مني أن أسهل مهمتهم، لكني رفضت هذا الأمر وقد سجلوا الهدف الوحيد في تلك المباراة بعد ركنية اعتدوا فيها علي، لكن الحكم روماني احتسب الهدف ما جعل زملائي يعتدون عليه ولم أكن أنا. وتبقى أحسن ذكرى لك التتويج بالبطولة الوطنية، أليس كذلك؟ نعم كان ذلك مع مولودية و هران سنة 1987 على حساب شبيبة القبائل وأذكر في تلك السنة واجهنا الشبيبة في عنابة لحساب ربع نهائي كأس الجمهورية، وقد أقيمت حفلة من الوالي على شرفنا وعند لقائي مع مدرب الكناري زيفوتكو أكد لي أن البطولة لا تزال طويلة رغم أننا كنت نبتعد بسبع نقاط وهو ما حدث، حيث فزنا باللقب بنقطتين فقط على شبيبة القبائل. ما حكايتك مع الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد؟ لم تكن لدي حكايات، لكن أتذكر فضل هذا الرجل الذي ساهم في إخماد نار الفتنة في المنتخب الوطني سنة 1986 حيث أمر المسؤولين بتسديد الأموال والمنح وهو الأمر الذي تم فعلا، والمرة الأولى التي التقيته فيها كانت في فندق الرياضي، أي قبل أن نشد الرحال إلى المكسيك وهو شخصية رائعة للغاية. بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟ أشكركم كثيرا على التفكير في شخصي بعد كل هذه السنوات، أتمنى لكم رمضان مبارك ولكل الشعب الجزائري بمزيد من التقدم إن شاء الله. كما أتمنى أن تتحسن أحوال الكرة عندنا وأن تنظر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم للمواهب المحلية وعدم الاعتماد فقط على المغتربين والمنتوج الخارجي الذي ليس في كل الأحوال جيدا.