أجمعت قيادات عن حزب تجمع أمل الجزائر "تاج"، على أن الحزب قد فقد أحد أعمدته وركائزه المتفائلين والملتزمين بأداء مهمتهم البرلمانية الأولى وهي التمثيل الشعبي على أتم وجه ثم جمع الخيّرين من هذا الوطن من أجل بناء جزائر موحدة وقوية، وذلك برحيل النائب عياش خنشالي عن ولاية باتنة ورئيس الكتلة البرلمانية ل "تاج" بالمجلس الشعبي الوطني، الذي تُوفي في حادث مرور أليم قبل ثلاثة أيام بين حدود ولايتي باتنة وأم البواقي. وكان رئيس حزب تجمع أمل الجزائر والوزير عمر غول، الأكثر تأثرا بهذا المصاب الجلل ولم يستطع محو آخر الصوّر والذكريات التي جمعته به قبل يومين فقط من وفاته، وذلك خلال اجتماع المكتب السياسي للحزب الذي يُعقد كل سبت، فكان تأثر رئيس الحزب شديدا أظهرته الصوّر الملتقطة له في جنازة المرحوم، إلى درجة أنه لم يُرافق الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الأربعاء في زيارته إلى ولاية تندوف. وفي هذا الصدد تحدث إلينا غول بنبرة حزن وعدّد مناقب الرجل بقوله، "الأخ خنشالي رجل كبير، ثابت على مواقفه، هو من القيادات الرزينة، وأنسان له تمثيل حقيقي في عمق ولاية باتنة التي يُمثلها، والمواطنون يشهدون على أنه مثال للنائب الذي يُتابع ويسهر على شؤون المواطنين"، "هو من إطارات الدولة الذين كانوا يتحلون بإرادة كبيرة في إنجاز مهامهم، وأكبر دليل هو نجاحه في تنظيم تجمع للحزب بباتنة في ظرف قياسي كان من المستحيل عمليا انعقاده، واستطاع بقدرته ومصداقيته تجنيد الجميع"، ويُضيف عمر غول "المرحوم عياش هو ركيزة في حزب "تاج" ومن القادة الميدانيين الذين يعملون في صمت ويُحققون نتائج إيجابية، ووفاته يعدّ فاجعة كبرى لحزبنا، نطلب من الله أن يعوّضنا، سيترك لنا فراغا كبيرا"، ولم يُخف غول شدة تأثره إلى درجة قوله "أنا شخصيا لحدّ الآن أعاني الحزن الشديد، واعتزلت عن كلّ شيء منذ خبر وفاته، قبل أيام فقط أي قبل يومين من وفاته كان يبدو في حالة سعادة لا تُوصف وتفاؤل كبير خاصة بعد الإفطار الجماعي لأعضاء المكتب السياسي يوم السبت الماضي، تبادلنا أطراف الحديث ولمست فيه الأمل والتفاؤل، كان سعيدا جدا وفخورا بالحزب خاصة بعد تقييمنا للصدى الكبير لتجمع العاصمة يوم 6 جويلية". من جانبها قالت نعيمة ماجر، هي نائبة بالبرلمان خلال العهدة التشريعية الحالية، وهي أيضا نائبة رئيس الكتلة المرحوم عياش، وبلهجة ونبرة حزن شديدين، تحدثت عن مناقب المرحوم وقالت "هو شخص مُلتزم، صادق، يجمع ولا يُشتت أخلاقه عالية، هادئ حتى في أصعب الظروف يتميّز بالرزانة في حل المشاكل ومُخلص لحزبه ومهامه، كان يحمل الكثير من المشاريع والأفكار، وصديق حميم لجميع أعضاء الكتل البرلمانية الأخرى، ملتزم بمعالجة مشاكل المواطنين، حيث كان يستقبل المواطنين في مكتبه ويأخذ بعين الاعتبار انشغالاتهم، وكان كلّ مرة يُذكرني ويلّح عليّ، وكان لا يُقصي أي رأي خاصة عندما نجتمع لمناقشة مشاريع القوانين، ولم يكن سجل ملاحظاته يفارقه أينما حلّ". وصديقه عبد القادر دريهم هو الآخر ببالغ الحزن تحدث عن مناقبه وأكد أنه وطني بالمعنى الحقيقي ولم يكن يتغنى بها فقط.