200 بينهم نساء وشيوخ جهروا بإفطارهم بتحريض من "الماك" عجّت الساحة المحاذية للنصب التذكاري المخلد للمغني الراحل معطوب الوناس بتيزي وزو أمس، بأفواج من منتهكي حرمة الصيام، حيث قام حوالي مائتي شخص من بينهم وكيل للجمهورية بالإضافة إلى نساء وشيوخ بالإفطار جهارا أمام مرأى العامة، في خطوة استفزازية تمس بمشاعر الجزائريين الدينية في هذا الشهر الفضيل. وبلغ عدد المنتهكين لحرمة الصيام والذين تجمهروا على بعد أمتار من مجلس القضاء والمديرية الولائية للأمن الوطني، نحو مئتي شخص، اختلفوا بين نساء ورجال، وغلب عليهم المسنون الذين تجاوزوا عقدهم الرابع، ما يوحي بأن هذا التصرف لا يمكن تلفيقه ل "طيش" الشباب، أو تمردهم على قرار الغلق الذي طال مقهى بتيڤزيرت كان يفتح أبوابه يوميا لاستقبال من الممتنعين عن الصيام، وإنما هي تصرف "مسيس" مثلما تدل عل ذلك رايات وشعارات "الماك" التي كانت حاضرة، إلى جانب رموز هذا التنظيم المحرض على الانفصال، الذين التفوا على مآدب الأكل والمشروبات التي نصبت بالساحة العمومية. وقد أقدمت قوات الأمن على اعتقال مجموعة من الممتنعين عن الصيام، كانت على متن حافلة نقل عمومي متوجهة نحو ساحة معطوب، للالتحاق بالبقية حوالي الساعة التاسعة صباحا، ثم حاولت اعتقال مجموعة أخرى من بينها وكيل الجمهورية لدى محكمة تيزي وزو الذي كان بصدد تناول "ساندويتش". ولكنها تراجعت عن اعتقالهم بعد تدخل هذا الأخير "العليم" بالقانون، الذي صنف الإفطار جهرة في نهار رمضان في باب الحرية الشخصية التي يكفل القانون احترامها. وتوقفت عمليات التوقيف عند هذا الحد لتلتزم عناصر الأمن الحياد مكتفية بدور المتفرج، تفاديا لأي انزلاقات أو أعمال عنف تصدر عن المفطرين. وبدورهم حاول عقلاء ومشايخ المنطقة تعقيل المفطرين، وإقناعهم أن فعلهم تعدٍّ على حدود الله، واستفزاز لمشاعر الجزائريين، الذين يرفضون مثل هذا التصرف المشين، على عكس الإفطار السري الذي يبقى جزاءه بين الله وبين المفطر. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تمنع السلطات الراغبين في انتهاك الصيام من الإفطار سرا، بينما لا يجوز كذلك الجهر به والتجمهر في ساحة عمومية احتفالا بذلك، ولكن المنتهكين أعرضوا عن الانصات لنصحهم، وطالبوهم بالانصراف ليجنبوا أنفسهم أية تصرفات قد لا يرضونها.